Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 84-88)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا } أي : شاهداً على كُفْرهم وإيمانهم ، { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ } ، أي : لا يُؤْذِن لهم في المعذرة ، وهذا في موطن دون موطِن ، و { يُسْتَعْتَبُونَ } بمعنى : يُعْتِبُونَ ؛ تقول : أَعْتَبْتُ الرَّجُلَ ، إِذَا كَفَيْتَهُ ما عُتِبَ فيه ؛ كما تقول : أشْكَيْتُهُ ؛ إِذا كَفَيْتَهُ ما شكا . وقال قومٌ : معناه : لا يُسْألونَ أنْ يرجعوا عمَّا كانوا عَلْيه في الدنيا . وقال الطبريُّ : معنى { يُسْتَعْتَبُونَ } يُعْطَوْن الرجوعَ إلى الدنيا فتقع منهم توبةٌ وعمَلٌ . * ت * : وهذا هو الراجحُ ، وهو الذي تدلُّ عليه الأحاديثُ ، وظواهر الآياتِ في غيرِ ما موضع . وقوله سبحانه : { وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } أي : إِذا رأَوْهم بأبصارِهِمْ { قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا … } الآية ، كأنهم أرادوا بهذه المقالة تذنيبَ المَعْبُودين ، وقوله سبحانه : { فَألْقَوْاْ إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ … } الآية : الضميرُ في { أَلْقَوْاْ } للمعبودينَ ؛ أنطقهم اللَّه بتكذيب المُشْركين ، وقد قال سبحانه في آية أخرى : { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } [ يونس : 28 ] انظر تفسيرها في سورة يونس وغيرها . وقوله : { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ } الضمير في { أَلْقَوْاْ } هنا عائدٌ على « المشركين » ، و { ٱلسَّلَمَ } الاستسلام . وقوله تعالى : { زِدْنَـٰهُمْ عَذَابًا فَوْقَ ٱلْعَذَابِ … } الآية : رُوِيَ في ذلك عن ابن مسعود ، أنَّ اللَّه سبحانَهُ يسلِّط عليهم عَقَارِبَ وحَيَّاتٍ ، لها أنيابٌ ، كالنَّخْلِ الطِّوال ، وقال عَبْيدُ بنُ عُمَيْرٍ : حَيَّات لها أنيابٌ كالنخْلِ ونحو هذا ، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص : أن لجهنَّمَ سواحِلَ ، فيها هذه الحياتُ وهذه العقاربُ ، فيفر الكافرون إلى السَّواحلِ ، فتلقاهم هذه الحيَّاتُ والعقاربُ فيفرُّونَ منها إِلى النار ، فتَتْبَعهم حَتَّى تجد حَرَّ النار ، فتَرْجِع . قال : وهي في أسْرَابٍ .