Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-97)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَـٰنَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ … } الآية : « الدَّخَل » ؛ كما تقدَّم : الغوائلُ والخدائعُ ، وكرَّر مبالغةً ، قال الثعلبيُّ : قال أبو عُبَيْدة : كلُّ أمْرٍ لم يكنْ صحيحاً فهو دَخَل انتهى . وقوله : { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } استعارةٌ للمستقيم الحال يقع في شرٍّ عظيم . وقوله سبحانه : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً … } الآية : هذه آية نهي عن الرُّشَا ، وأخْذِ الأموال ، ثم أخبر تعالى أنَّ ما عنده مِنْ نعيمِ الجنَّة ، ومواهب الآخرة خَيْرٌ لمن اتقى وعَلِمَ وٱهتدى ، ثم بيَّن سبحانه الفرق بين حال الدنيا ، وحال الآخرة ، بأنَّ هذه تنفد وتنقضي عن الإنسان ، أو ينقضي عَنْها ، ومِنَنْ الآخرةِ باقيةٌ دائمةٌ ، و { صَبَرُواْ } معناه عن الشهوات وعلى مكاره الطاعاتِ ، وهذه إشارةٌ إلى الصبر عن شَهْوَةِ كَسْب المال بالوجوهِ المكْرُوهة . واختلف النَّاسُ في معنى « الحياة الطَّيِّبة » فقال ابن عباس : هو الرزقُ الحَلاَل وقال الحسن وعلي بن أبي طالب : هي القناعة . قال * ع * : والذي أقولُ به أنَّ طِيبَ الحياةِ اللازمَ للصالحين إِنما هو بنَشَاطِ نفوسهم ونُبْلها وقُوَّةَ رَجَائِهم ، والرَّجَاءُ للنَّفْس أمرٌ مُلِذٌّ ، فبهذا تطيب حياتهم ، وأنهم احتقروا الدنيا ، فزالت همومها عَنْهم ، فإِن انَضَافَ إِلى هذا مَالٌ حلالٌ ، وصِحَّةٌ أو قناعةٌ ، فذلك كمالٌ ، وإِلا فالطِّيبُ فيما ذكرناه رَاتِبٌ . وقوله سبحانه : { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ } الآية : وعْدٌ بنعيمِ الجنَّة . قال أبو حَيَّان : وروي عن نافع : « ولَيَجْزِيَنَّهُمْ » بالياء ؛ التفاتاً من ضمير المتكَلِّم إِلى ضمير الغَيْبة ، وينبغي أنْ يكون على تقدير قسَمٍ ثانٍ لا معطوفاً على « فَلَنُحْيِيَنَّهُ » ، فيكون مِنْ عطف جملةٍ قَسَمِيَّة على جملةٍ قَسَمِيَّة ، وكلتاهما محذوفةٌ ، وليس من عطفِ جوابٍ ، لتغاير الإسناد . انتهى .