Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-100)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ … } الآية : التقدير فإذا أخذُتَ في قراءة القُرآن ، والاستعاذةُ ندْب ، وعن عطاء أنَّ التعُّوذ واجبٌ ، ولفظ الاستعاذة هو على رتبة هذه الآية ، والرجيم المرْجُوم باللَّعْنة ، وهو إبليس ثم أخبر تعالى أنَّ إبليسَ ليس له مَلَكةٌ ولا رياسة ، هذا ظاهرُ السُّلْطان عندي في هذه الآية ، وذلك أن السلطان إنْ جعلناه الحجَّةَ ، فَلَيْسَ لإبليس حجة في الدنيا على أحد لا على مؤمنٍ ولا على كافر ، إلا أنْ يتأول متأوِّل : ليس له سلطانٌ يوم القيامة ، فيستقيمُ أنْ يكون بمعنى الحُجَّة ؛ لأن إبليس له حُجَّة على الكافرين ؛ أنَّه دعاهم بغير دَلِيل ، فٱستجابوا له من قِبَلِ أنفسهم ، و { يَتَوَلَّوْنَهُ } : معناه يجعلونه وليًّا ، والضمير في « به » يحتملُ أن يعود على ٱسْمِ اللَّه عزَّ وجلَّ ، والظاهر أنه يعودُ على اسْمِ العدوِّ الشيطانِ ، بمعنى مِنْ أجله ، وبسببه ، فكأنه قال : والَّذِينَ هم بَسَبِبه مشركُونَ باللَّه ، وهذا الإخبار بأنْ لا سلطانَ للشيطانِ على المؤمنين بَعقِبِ الأَمر بالاستعاذة - يقتضي أنْ الاستعاذةَ تصرْفُ كيده ، كأنها متضمِّنة للتوكُّل على اللَّه ، والانقطاع إِليه .