Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 101-104)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَـٰتٍ بَيِّنَاتٍ … } الآية : اتفق المتأوِّلون والرواةُ ؛ أن الآياتِ الخَمْسَ التي في « سورة الأعراف » هي من هذه التسْعِ ، وهي : الطُّوفانُ والجَرَادُ والقُمَّل والضَّفادع والَّدمُ ، واختلفوا في الأربَعِ . * ت * : وفي هذا الاتفاق نظَرٌ ، وَرَوَى في هذا صفوانُ بنُ عَسَّال ؛ " أن يهوديًّا من يهودِ المدينةِ ، قال لآخَرَ : سِرْ بِنَا إِلى هذا النبيِّ نسأله عن آياتِ موسى ، فقال له الآخَرُ : لاتَقُلْ له إنَّه نَبيٌّ ، فإِنه لَوْ سَمِعَها ، صَارَ له أربعة أعيُنٍ ، قال : فَسَارَا إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسألاه ، فقال : « هي لا تُشْرِكُوا باللَّه شيئاً ، ولا تسرِقُوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم اللَّه إِلا بالحق ، ولا تمشوا ببريءٍ إلى السلطان ليقتله ، ولا تَسْحَرُوا ، ولا تأكلوا الربا ، ولا تقذفوا المُحْصَنَات ، ولا تَفِرُّوا يَوْمَ الزَّحْف ، وعليْكُمْ - خاصَّةَ معْشَرِ اليهودِ ألاَّ تَعْدُوا في السبت » " انتهى ، وقد ذكر * ع * هذا الحديث . وقوله سبحانه : { فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَٰءِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ } ، أي : إِذ جاءهم موسى واختلف في قوله : { مَسْحُورًا } فقالتْ فرقة : هو مفعولٌ على بابه ، وقال الطبري : هو بمعنى ساحرٍ ، كما قال { حِجَابًا مَّسْتُورًا } [ الاسراء : 45 ] وقرأ الجمهور : « لَقَدْ عِلمْتَ » ، وقرأ الكسائيُّ : « لَقَدْ عَلِمْتُ » بتاء المتكلِّم مضمومةً ، وهي قراءة علي بن أبي طالب وغيره ، وقال : ما علم عَدُوُّ اللَّه قطُّ ، وإِنما علم موسى والإِشارة بـــ { هَـؤُلاءِ } إِلى التسع . وقوله : { بَصَائِرَ } : جمعُ بصيرةٍ ، وهي الطريقةُ ، أي طرائِقَ يُهْتَدَى بها ، و « المثبور » المُهْلَكُ ؛ قاله مجاهد ، { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ } ، أي : يستخفهم ويقتلهم ، والأرض هنا أرْضُ مِصْر ، ومتى ذكرت الأرض عموماً ، فإِنما يراد بها ما يناسب القصَّة المتكلَّم فيها ، واقتضبَتْ هذه الآيةُ قصص بني إِسرائيل مع فرعون ، وإِنما ذكرت عِظَمَ الأمر وخطيره ، وذلك طرفاه ؛ أراد فرعون غلبتهم وقتلهم ، وهذا كان بَدْءَ الأمر ؛ فأغرقه اللَّه وجُنُودَهُ ، وهذا كان نهايةَ الأمر ، ثم ذكر سبحانه أمْرَ بني إسرائيل بعد إِغراق فرَعوْنَ بسُكْنَى أرض الشامِ و { وَعْدُ ٱلآخِرَةِ } هو يوم القيامة ، « واللفيفُ » الجَمْعُ المختلطُ الذي قد لُفَّ بعضُه إِلى بعض .