Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 31-35)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍ … } الآية : نَهْيٌ عن الوأْدِ الذي كانت العرب تفعله ، « والإِملاق » . الفقر وعَدَم المال ، وروى أبو داود عن ابن عباس ، قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَلمْ يَئِدْهَا ، ولَمْ يُهِنْهَا ، وَلَمْ يُؤثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - قال : يَعْني الذُّكُورَ - أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنة " انتهى . والحق الذي تُقْتَلُ به النفس : قد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " لاَ يُحِلُّ دَمَ المُسْلِمِ إلاَّ إحْدَى ثَلاَثِ خِصَالٍ : كُفْرُ بَعْدَ إِيمَانٍ ، أو زناً بَعْدَ إِحْصَانٍ ، أوْ قَتْلُ نَفْسٍ " أي : وما في هذا المعنى مِنْ حرابةٍ أو زندقةً ونحو ذلك . { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا } أي : بغير الوجوه المذكورة ، { فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَـٰناً } ، ولا مدخل للنساء في ولاية الدَّمِ ؛ عند جماعة من العلماءِ ، ولهنَّ ذلك عند آخرين ، « والسلطان » : الحجة والملك الذي جُعِلَ إِليه من التخيير في قبول الدية أو العفو ؛ قاله ابن عبَّاس . قال البخاريُّ : قال ابن عباس : كلُّ سلطانٍ في القرآن فهو حُجَّة . انتهى ، وقال قتادةُ : « السلطان » القود . وقوله سبحانه : { فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ } المعنى : فلا يَتَعَدَّ الوليُّ أمْرَ اللَّه بأنْ يقتل غير قاتِلِ وليِّه ، أو يقتل ٱثنَيْن بواحدٍ إلى غير ذلك من وجوه التعدِّي ، وقرأ حمزة والكسائيُّ ، وابن عامر : « فَلاَ تُسْرِفْ » - بالتاء من فوق - ، قال الطبري : على الخطاب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم والأئمة بعده . قال * ع * : ويصحَّ أنْ يراد به الوليُّ ، أي : فلا تسرفْ أيُّها الولي ، والضميرُ في « إِنه » عائدٌ على « الوليِّ » ، وقيل : على المقتول ، وفي قراءة أبي بن كعب : « فَلاَ تُسْرُفوا في القِتَال إِنَّ وليَّ المَقْتُول كانَ مَنْصُوراً » ، وباقي الآية تقدَّم بيانه ، قال الحسن : { القِسْطَاسِ } هو القَبَّان ، وهو القرسطون ، وقيل : { القِسْطَاسِ } : هو الميزانُ ، صغيراً كان أو كبيراً . قال * ع * : وسمعت أبي رحمه الله تعالى يَقُولُ : رأيْتُ الواعِظَ أبا الفضْلِ الجَوْهَرِيَّ رحمه الله في جامعِ عمرو بن العاص يعظُ النَّاسَ في الوزْن ، فقال في جملة كلامه : إِن في هيئة اليَدِ بالميزانِ عِظَةً ، وذلك أنَّ الأصابعَ يجيءُ منها صُوَرةُ المكتوبة ألف ولامَانِ وهاء ، فكأنَّ الميزان يقولُ : اللَّه ، اللَّه . قال * ع * : وهذا وعظٌ جميلٌ ، « والتأويل » ، في هذه الآية المآلُ ؛ قاله قتادة ، ويحتمل أنْ يكون التأويلُ مصدر تأولَّ ، أي : يتأول عليكم الخَيْر في جميع أموركم ، إِذا أحسنتم الكيلَ والوَزْن . وقال * ص * : { تَأْوِيلاً } أي : عاقبةً انتهى .