Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 53-55)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } اختلف الناس في { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } : فقالت فرقةٌ : هي لا إِلٰه إِلا اللَّه ؛ وعلى هذا ، فــ « العباد » : جميعُ الخلق ، وقال الجمهور { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } : هي المحاورة الحَسَنة ، بحسب معنى معنى ، قال الحسن يقول : يَغْفِرُ اللَّه لك ، يَرْحَمُكَ اللَّه وقوله : { لِّعِبَادِيَ } خاصُّ بالمؤمنين ، قالت فرقة : أمر اللَّه المؤمنين فيما بينهم بُحْسن الأدب ، وخَفْضِ الجناحِ ، وإلانة القَوْلَ ، واطِّراحِ نَزَعاتِ الشيطان ، ومعنى النَّزْغُ : حركاتُ الشيطانِ بُسْرعة ؛ ليوجب فساداً ، وعداوةُ الشيطان البيِّنة : هي من قصة آدم عليه السلام ، فما بعد ، وقالَتْ فرقة : إِنما أمر اللَّه في هذه الآية المؤمنين بإِلانة القوْلِ للمشركين بمكَّة أيام المُهَادنة ، ثم نُسِخَتْ بآية السيف . وقوله سبحانه : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } : يقوِّي هذا التأويل ؛ إِذ هو مخاطبةٌ لكفَّار مكَّة ؛ بدليل قوله : { وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } فكأن اللَّه عزَّ وجل أمر المؤمنين ألاَّ يخاشنوا الكُفَّار في الدين ، ثم قال للكفَّار إِنه أعلم بهم ورجَّاهم وخوفهم ، ومعنى { يَرْحَمْكُمْ } بالتوبة عليكم من الكُفْر ؛ قاله ابن جُرَيْج وغيره . وقوله سبحانه : { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } قرأ الجمهور : « زَبُوراً » بفتح الزاي ، وهو فَعُولٌ بمعنى مَفْعُولٍ ، وهو قليلٌ ؛ لم يَجِىءْ إلا في قَدُوعِ وَرَكُوبٍ وَحَلُوب ، وقرأ حمزة : بَضَمِّ الزاي قال قتادة : زبور دَاوُدَ مَواعظُ ودعاءٌ ، وليس فيه حلالٌ ولا حرامٌ .