Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 56-58)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } هذه الآيةُ ليستُ في عبدة الأصنام ، وإِنما هي في عَبَدَةِ مَنْ يعقل ، كعيسَى وأمِّه وعُزَيْرٍ وغيرهم . قاله ابن عباس ، فلا يملكُونَ كَشْفَ الضرِّ ولا تحويله ، ثم أخبر تعالى ، أنَّ هؤلاء المعبودين يَطْلُبُون التقرُّب إِلى اللَّه والتزلُّف إِليه ، وأنَّ هذه حقيقة حالهِمْ . وقوله سبحانه : { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ … } الآية : قال عزُّ الدين بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، في اختصاره لــ « رِعَايَة المُحَاسِبِيِّ » : الخوفُ والرجاءُ : وسيلَتَانِ إِلى فعْلِ الواجباتِ والمندوباتِ ، وتركِ المحرَّمات والمكروهاتِ ، ولكنْ لا بدَّ من الإِكباب على ٱستحْضَار ذلك وٱستدامته في أكثر الأوقات ؛ حتى يصير الثواب والعقاب نُصُبَ عينيه ، فَيَحُثَّاه على فعْلِ الطاعات ، وتركِ المخالفات ، ولَنْ يحصُلَ له ذلك إِلا بتَفْريغ القَلْبِ مِنْ كل شيء سِوَى ما يفكر فيه ، أو يعينه على الفِكْرِ ، وقد مُثِّلَ القلْبُ المريضُ بالشهوات بالثوْبِ المتَّسِخِ الذي لا تَزُولُ أدرانه إِلا بتَكْرير غَسْله وحَتِّه وقَرْضِهِ ، انتهى . وباقي الآية بيِّن . وقوله سبحانه : { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا … } الآية : أخبر سبحانه في هذه الآية أنَّه ليس مدينَةٌ من المُدُنِ إِلا هي هَالِكَة قبل يوم القيامة بالموتِ والفناءِ ، هذا مع السَّلامة وأخْذِها جُزْءاً جُزْءاً ، أو هي معذَّبة مأخوذةٌ مرةً واحدةً . وقوله : { فِي ٱلْكِتَـٰبِ } : يريد في سابقِ القَضَاء ، وما خَطَّه القلم في اللوْحِ المحفوظ ، « والمسطور » المكتوب أسطاراً .