Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 23-26)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَاءَ ٱللَّهُ } قد تقدَّم أن هذه الآية عتاب من اللَّه تعالى لنبيِّه حيث لم يستثْنِ ، والتقدير : إِلا أنْ تقولَ إِلاَّ أنْ يشاء اللَّه أو إِلاَّ أنْ تقولَ : إِن شاء اللَّه ، والمعنى : إِلا أن تذكُرَ مشيئَةَ اللَّهِ . وقوله سبحانه : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } قال ابن عباس والحسن معناه : اِلاشارة به إلى الاستثناء ، أي : ولتستثْنِ بعد مدَّة إذا نسيت ، أولاً لِتَخْرُجَ من جُمْلة من لم يعلِّق فعله بمشيئة اللَّه ، وقال عكرمة : وٱذكر ربَّك إِذا غَضِبْتَ ، وعبارة الواحِدِيِّ : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } ، أي : إِذا نسيتَ الاستثناء بمشيئة اللَّه ، فاذكره وقُلْه إِذا تذكَّرت . ا هـــ . وقوله سبحانه : { وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي … } الآية : الجمهورُ أنَّ هذا دعاءٌ مأمورٌ به ، والمعنى : عسى أنْ يرشدني ربِّي فيما أستقبل من أمري ، والآية خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهي بعدُ تعمُّ جميع أمته . وقال الواحديُّ : { وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ } ، أي : يعطيني ربي الآياتِ من الدلالاتِ على النبوَّة ما يكون أقرَبَ في الرشد ، وأدلَّ من قصَّة أصحاب الكهف ، ثم فعل اللَّه له ذلك حيثُ آتاه علْم غَيْوب المرسَلِينَ وخَبَرَهم . انتهى . وقوله سبحانه : { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ … } الآية : قال قتادة وغيره : الآية حكايةٌ عن بني إسرائيلُ ، أنهم قالوا ذلك ؛ واحتجوا بقراءة ابن مسعود وفي مُصِحفه : « وقَالُوا لَبِثُوا في كَهْفِهِمْ » ، ثم أمر اللَّه نبيَّه بأن يردَّ العلْم إِليه ؛ ردَّا على مقالهم وتفنيداً لهم ، وقال المحقِّقون : بل قوله تعالى : { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ … } الآية خبرٌ من اللَّه تعالى عن مُدَّة لبثهم ، وقوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } ، أي : فليزل اختلافكم أيها المخرِّصون ، وظاهر قوله سبحانه : { وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } أنها أعوام . وقوله سبحانه : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ، أي : ما أَسْمَعَهُ سبحانه ، وما أبْصَرَهُ ، قال قتادة : لا أحَدَ أبْصَرُ مِنَ اللَّه ، ولا أسْمَعَ . قال * ع * وهذه عبارةٌ عن الإِدراك ، ويحتملُ أن يكون المعنى : أبْصِرْ به أي : بوحيه وإِرشاده ، هُدَاكَ ، وحُجَجَكَ ، والحَقَّ من الأمور ، وأسْمِعْ به العَالَم ، فتكون اللفظتان أمرين لا على وجْه التعجُّب . وقوله سبحانه : { مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ } : الضمير في { لَهُمْ } يحتمل أنْ يرجع إِلى أهْلِ الكهْفِ ، ويحتمل أنَّ يرجع إلى معاصري النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الكُفَّار ، ويكون في الآية تهديدٌ لهم .