Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 38-41)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { لَٰكِنَّا هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي } معناه : لكن أنا أقول هو اللَّه ربِّي ، وروى هارون عن أبي عمرو « لَكِنَّهُ هُوَ اللَّهُ رُبِّي » ، وباقي الآية بيِّن . وقوله : { وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ … } الآية : وصيَّةٌ من المؤمن للكافر ، { وَلَوْلاَ } : تحضيض بمعنى « هلا » ، و { مَا } تحتمل أن تكون بمعنى « الذي » بتقدير : الذي شاء الله كائنٌ ، وفي { شَاءَ } ضميرٌ عائد على « ما » ، ويحتمل أن تكون شرطيةً بتقدير : ما شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، أو خبرَ مبتدأ محذوفٍ ، تقديره : هو ما شاء اللَّهُ ، أو الأمر ما شاء اللَّه . وقوله : { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } : تسليمٌ ، وضدٌّ لقول الكافِرِ : { مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } [ الكهف : 35 ] ، وفي الحديثِ : " إِنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ ، إِذَا قَالَهَا العَبْدُ ، قَالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : « أَسْلَمَ عَبْدِيَ وٱسْتَسْلَمَ " قال النوويُّ : ورُوِّينا في « سنن أبي داود والترمذيِّ والنسائي » وغيرهما ، عن أنس قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَالَ يَعْنِي - إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتهِ - باسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ ، يُقَالُ لَهُ : هُدِيتَ ، وَكُفِيت ، وَوُقِيتَ ، وتَنَحَّى عَنْكَ الشِّيْطان " قال الترمذيُّ : حديث حسن ، زاد أبو داود في روايته : " فَيَقُولُ : - يَعْني الشِّيْطَانَ لِشَيْطَانٍ آخَرَ - كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِي " انتهى . وروى الترمذيُّ عن أبي هريرة ، قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أكْثِرْ مِنْ قَوْلَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ ؛ فإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ " انتهى . قال المحاسبيُّ في « رعايته » : وإِذا عزم العْبدُ في القيامِ بجميعِ حقوق اللَّه سبحانَهُ ، فليرغَبْ إِليه في المَعُونَةِ مِنْ عِنْدِه على أداء حقوقه ، ورعايتها ، وناجاه بقَلْب راغِبٍ راهبٍ ؛ أني أَنْسَى إِن لم تذكِّرني ، وأعْجِزُ إنْ لم تُقَوِّني ، وأجْزَعُ إِنْ لم تصِّبرني ، وعَزَم وتوكَّل ، وٱستغاثَ وٱستَعَان ، وتبرَّأ من الحَوْل والقوَّة إِلا بربِّه ، وقطع رجاءه مِنْ نفسه ، ووَجَّه رجاءه كلَّه إِلى خالقه ، فإِنه سيجدُ اللَّه عزَّ وجلَّ قريباً مجيباً متفضِّلاً متحِّنناً . انتهى . قال ابنُ العربيِّ في « أحكامه » قال مالكٌ : ينبغي لكلِّ مَنْ دَخَل منزله أنْ يقول كما قال اللَّه تعالى : { مَا شَاءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } انتهى . وقوله : { فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ } هذا الترجِّي بـــ « عَسَى » يحتملُ أن يريد به في الدنيا ، ويحتمل أن يريد به في الآخِرَةِ ، وتمنِّي ذلك في الآخرة أشرَفُ وأذهَبُ مع الخير والصلاح ، وأنْ يكونَ ذلك يرادُ به الدنيا - أذْهَبُ في نِكَاية هذا المخاطَب ، و « الحُسْبان » العذاب ؛ كالبردِ والصِّرِّ ونحوه ، و « الصَّعيد » وجه الأرض ، « والزَّلَق » : الذي لا تثبت فيه قَدَم ، يعني : تذهب منافعها حتى منفعةُ المشْيِ فهي وَحَلٌ لا تثبُتُ فيه قَدَمٌ .