Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 29-33)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقولُه تعالى : { فأَشَارَتْ إِلَيْهِ } يقوى قولَ مَنْ قال : إنَّ أمرها بـ { قُولي } ، إنما أريد به الإشارة . وقوله : { ءَاتَـٰنِيَ ٱلْكِتَٰبَ } يعني الإنْجِيل ، ويحتمل أن يريد التوراةَ والإنجيل ، و « آتاني » معناه : قضى بذلك ـــ سُبْحَانه ـــ وأَنْفذه في سَابِق حُكْمه ، وهذا نحو قولِه تعالى : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللّهِ } [ النحل : 1 ] . { وأَوْصَـٰنِي بِـٱلصَّلَوٰةِ وٱلزَّكَٰوةِ } قيل : هما المشرُوعتانِ في البدن ، والمال . وقيل : الصلاةُ : الدعاءُ ، والزكاة : التطهُّرُ من كُلِّ عيْبٍ ، ونقصٍ ، ومعصيةٍ . والجبارُ ؛ المتعَظِّمُ ؛ وهي خلق مقرونة بالشقاء ؛ لأَنَّها مناقضة لجميع الناس ، فلا يلقى صاحبها من كل أحد إلا مكروهاً ، وكان عِيسَىٰ عليه السلام في غاية التَّوَاضُعِ ؛ يأكلُ الشجر ، ويلبَسُ الشَّعْر ، ويجلس على الأَرض ، ويَأْوِي حيث جَنَّة الليلُ . لاَ مَسْكَن له . قال قتادة : وكان يقولُ : سَلُوني ؛ فإني ليّن القلب ، صَغِيرٌ في نفسي . وقالت فرقةٌ : إنَّ عيسى عليه السلام كان أُوتي الكتابَ وهو في سِنِّ الطفولِيّة ، وكان يصومُ ، ويُصَلّي . قال * ع * : وهذا في غاية الضَّعْف . * ت * : وضعفُه مِنْ جهة سنده ؛ وإلا فالعقلُ لا يحِيلُه ؛ لا سِيَّما وأمره كله خرق عادة ، وفي قصص هذه الآية ؛ عن ابن زيد ، وغيره : أَنهم لما سَمِعُوا كلام عِيْسَىٰ أَذْعنوا وقالوا : إن هذا الأمر عظيم .