Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 37-39)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } هذا ابتداء خبر من الله تعالى لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم بأَن بني إسْرَائِيلَ اختلفوا أَحزاباً ، أيْ : فرقاً . وقوله : { مِن بَيْنِهِمْ } بمعنى : من تلقَائِهم ، ومن أَنْفسِهم ثار شرُّهم ، وإنّ الاِخْتلاف لم يخرج عنهم ؛ بل كانوا هم المختلفين . وروي في هذا عن قتادةَ : أَنَّ بني إسْرَائِيلَ جمعوا من أَنفسهم أَربعة أحبار غاية في المَكَانةِ والجَلاَلة عندهم وطلبوهم أن يبيِّنُوا لهم أَمْرَ عِيسَىٰ فقال أَحَدُهم : عيسى هو اللّهُ ؛ تعالى اللّه عن قولهم . وقال له الثلاثة : كذبتَ ، واتبعه اليعقوبيةُ ، ثم قِيلَ للثلاثة ؛ فقال أحدهم : عيسى ابنُ اللّه ، [ تعالى اللّه عن قولهم ] فقال له الاِثنان : كذبت ، واتبعه النُّسْطُورِيَّةُ ، ثم قيل للاِثنين ؛ فقال أَحدهما : عيسى أحد ثلاثةٍ : اللّه إله ، ومريم إله ، وعيسى إله ؛ تعالى اللّه عن قولهم عُلوّاً كبيراً فقال له الرباعُ : كذبت ، واتَّبَعَتْهُ الإِسْرَائِيلية , فقِيلَ للرابع ؛ فقال : عيسى عبدُ اللّه ، وكلمتُه أَلقاها إلى مريم ، فاتّبعَ كلَّ واحد فريقٌ من بني إسْرَائِيل ، ثم اقْتَتلُوا فغُلِبَ المؤمنون ، وقُتِلوا ، وظَهَرَت اليَعْقُوبيّة على الجميع . و « الويل » : الحزنُ ، والثُّبور ، وقِيلَ : « الويل » : وَادٍ في جَهَنَّم ، و { مَّشْهدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } : هو يوم القيامة . وقولُه سبحانه : { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } أي : ما أَسْمَعَهم ، وأبصرهم يوم يرجعُون إلَيْنا ، ويرَوْن ما نصنع بهم ، { لَـٰكِنِ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٱلْيَوْمَ } أَيْ : في الدنيا في { ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } أَيْ بيِّنٍ ، { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ } وهو يوم ذَبْحِ الموت ؛ قاله الجمهورُ . وفي هذا حَدِيثٌ صحيحٌ خرجه البُخَاريُّ وغيرُه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أَنَّ المَوْتَ يُجَاءُ بِهِ في صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ، فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ويُنَادِى : يَا أَهْلَ الجَنَّةِ ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ … } [ الآية ] . قال * ع * : وعند ذلك تُصِيب أَهلَ النار حسرةٌ لا حَسْرة مثلها . وقال ابنُ زيد ، وغيره : يَوْمَ الحَسْرَةِ : هو يَوْمَ القِيَامَةِ . قال * ع * : ويحتمل أَن يكونَ يوم الحسرة اسمُ جِنْسٍ شاملٌ لحسَرَاتٍ كَثِيرَةٍ ؛ بحسب مواطن الآخرة : منها يومَ مَوْتِ الإنسان ، وأَخْذِ الكتاب بالشِّمال ، وغير ذلك ، { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } يريد : في الدنيا .