Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 40-46)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ … } الآية ، عبارةٌ عن بقائهِ - جل وعلا - بعد فناء مَخْلُوقاتِه ، لا إله غَيْرَه . وقوله : - عزَّ وجل - : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَـٰبِ إِبْرٰهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً … } الآية ، قوله : { وَٱذْكُرْ } بمعنى ٱتْلُ وشهر ؛ لأَن اللّه تعالى هو الذاكِرُ ؛ و { ٱلْكِتَـٰبِ } : هو القرآن ، والصديق : بناءُ مبالغَةٍ فكان إبراهيمُ عليه السلام [ يُوصَفُ ] بالصِّدْقِ في أَفْعَالِهِ وأَقْوالِهِ . وقوله : { يَٰأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ … } الآية ، قال الطّبرِيُّ : « أخاف » بمعنى أعلمُ . قال * ع * : والظَّاهِرُ عندي أَنه خوفٌ على بابه ؛ وذلك أَن إبراهيم عليه السلام في وقْتِ هذه المقالة لم يَكُن آيِساً من إيمان أَبِيه . * ت * : ونحو هذا عبارة المهدوي ، قال : قيل : « أَخافُ » معناه : أَعْلَمُ ، أيْ : إِنِّي أَعْلَمُ إن متَّ عَلَى ما أَنْتَ عليه . ويجوزُ أَن يكون « أَخَافُ » على بابهِ ، ويكونَ المعنى : إِنِّي أَخاف أَن تمُوتَ عَلَىٰ كُفْرك ؛ فيمسَّكَ العذابُ . انتهى . وقوله : { لأَرْجُمَنَّك } قال الضَّحَّاكُ ، وغيرُه : معناه بالقوْلِ ، أَي : لأَشْتمنَّك . وقال الحسَنُ : معناه : لأَرْجمنَّك بالحجارة . وقالتْ فرقةٌ : معناه لأَقْتُلَنَّكَ ، وهذان القولان بمعنًى واحدٍ . وقوله : { وَٱهْجُرْنِي } على هذا التَّأْوِيل إنما يترتب بأَنه أَمْرٌ على حياله ؛ كأَنه قال : إن لم تَنْتَهِ قتْلتُك بالرَّجم ، ثم قال له : وٱهجرني ، أيْ : مع ٱنْتهائِكَ ، و { مَلِيّاً } معناه : دهراً طوِيلاً مأَخوذٌ من المَلَويْنِ ؛ وهما اللَّيْلُ والنَّهارُ ؛ هذا قول الجمهور .