Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 47-50)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقولهُ : { قَالَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكَ } اختُلِف في معنى تَسْلِيمه علىٰ أَبِيهِ ، فقال بعضُهم : هي تحيةُ مفارقٍ , وجوَّزوا تحيةَ الكَافِر وأَن يُبْدَأ بها . وقال الجمهورُ : ذلك السلامُ بمعنى المُسَالمةِ ، لا بمعنى التَّحِيَّة . وقال الطبريّ : معناه أَمَنَة مِنّي لك ؛ وهذا قول الجمهُورِ ؛ وهم لا يَروْن ابتداءَ الكافِرِ بالسَّلاَم . وقال النَّقَّاشُ : حليمٌ خاطب سَفِيهاً ؛ كما قال تعالى : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلجَـٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَـٰماً } [ الفرقان : 63 ] . قوله : { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي } معناه : سأَدْعُو اللّه تعالى في أَن يَهْدِيَكَ , فيغفِرَ لك بإيمانك ، ولمّا تبيَّن له أَنه عدوٌّ للَّه تبرّأَ منه . والحِفيُّ : المهتبلُ المتلطِّف ، وهذا شُكْر من إبراهيمَ لنعم اللّه تعالى عليه ، ثم أَخبر إبراهيمُ عليه السلام بأَنه يعتزلهم ، أَيْ : يصيرعنهم بمعْزِل , ويروى : أَنهم كانوا بأَرض كُوثَى ، فرحل عليه السلام حَتَّىٰ نزل الشامَ ، وفي سفرته تلك لقِي الجبَّار الَّذي أَخْدم هاجرَ … الحديثَ الصحيح بطوله ، و { تَدْعُونَ } معناه : تعبدون . وقوله : { عَسَىٰ } : تَرَجٍّ في ضمنه خَوْفٌ شديد . وقوله سبحانه : { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ … } إلى آخر الآية : إخبار من اللّه تعالى لنبِيّه صلى الله عليه وسلم أَنَّه لما رَحَل إبراهيم عن بلد أَبِيه وقومه ، عوّضَهُ اللّهُ تعالى من ذلك ابنَهُ إسحاق ، وابنَ ٱبْنِهِ يعقوبَ - على جميعهم السلام - وجعلَ الولدَ له تَسْلِيةً ، وشَدًّا لِعَضُدِهِ . وإسحاقُ أَصغر من إسماعيل ، ولما حملت هاجرِ بإسْمَاعِيل ، غارَتْ سَارَةُ ؛ فحملت بإسحاقِ ، هكذا فيما روي . وقوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِّن رَّحْمَتِنَا } يريد : العِلْم ، والمنزِلَة ، والشَّرَف في الدنيا ، والنَّعيم في الآخرة ؛ كُلُّ ذلك مِنْ رَحْمة اللّه عز وجل ، ولِسَانُ الصَّدْق : هو الثَّناءُ البَاقِي عليهم آخر الأَبد ؛ قاله ابنُ عباس وإبراهيمُ الخليل صلى الله عليه وسلم وذريته مُعظَّمة في جميع الأُمم والمِلَل . قال * ص * : و { كُّلاً جَعَلْنَا نَبِيّاً } أَبو البقاء : هو منصوبٌ بـ { جَعَلْنَا } انتهى .