Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 54-58)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَـٰبِ إِسْمَـٰعِيلَ } هو أيضاً من لسانِ الصِّدْقِ المضمون بقاؤه على إبراهيمَ عليه السلام وإسماعيلُ عليه السلام : هو أَبو العربِ اليومَ ؛ وذلك أَنَّ اليَمَنِية والمُضَرِية ترجع إلى ولد إسماعيل ، وهو الذِّبِيحُ في قول الجمهُور . وهو الرَّاجِحُ ؛ من وجوهٍ : منها قولُه تعالى : { وَمِنْ وَرَاء إِسْحَـٰقَ يَعْقُوبَ } [ هود : 71 ] . فَوَلَدٌ بُشِّر أَبواه بأن سَيَكُونُ منه ولدٌ كيف يُؤْمَرُ بذبحه ؟ ! . ومنها أَن أَمْرَ الذبح كان بِمِنًى بلا خِلاَفٍ ، وما روي قَطُّ أَن إسحاقَ دخل تلك البلاد ، وإسماعيلُ بها نَشَأ ، وكان أَبوه يزُورُه مِرَاراً كَثِيرةً يأْتي من الشام ، ويرجِعُ من يَوْمِهِ على البُرَاق ؛ وهو مركَبُ الأَنْبياء . ومنها قولُه صلى الله عليه وسلم : " أَنَا ٱبْنُ الذَّبِيحَيْنِ " وهو أَبُوهُ عبدُ اللّهِ ، والذَّبِيحُ الثَّانِي هو إسْماعِيلُ . ومنها [ تَرْتِيبُ ] آيات سورة « والصَّافَّاتِ » يكاد ينصُّ على أَنَّ الذبيح غيرُ إسحاق ، ووصفه اللّهُ تعالىٰ بصِدْق الوَعْد ؛ لأَنه كان مُبَالِغاً في ذلك ؛ وروي أَنَّه وعد رَجُلاً أَنْ يلقاه في مَوْضِعٍ ، فبقي في انْتِظاره يَوْمَهُ ولَيلَتَهُ ، فلما كان في اليوْمِ الآخر جاء الرجُلُ ، فقال له إسماعيلُ : ما زِلْتُ هنا في ٱنتِظارِكَ منذ أَمْسِ ، وقد فعل مِثْلَهُ نبيُّنَا محمدٌ صلى الله عليه وسلم قبل مَبْعَثِه ، خرَّجه التّرمِذِيّ وغيرُه . قال سُفْيان بن عُيَيْنَةَ : أَسْوَأُ الكَذِبِ إخْلاَفُ المِيعَادِ ، ورَمْي الأَبْرِيَاءِ بالتُّهِمِ . و { أَهْلَهُ } المرادُ بهم قومه ، وأُمَّته ؛ قاله الحسنُ . وفي مُصْحَف ابنِ مَسْعُود : « وكَانَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ » . وإدْريسُ عليه السلام من أَجْدَاد نُوح عليه السلام . و { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } قالت فرقةٌ من العلماء : رُفِع إلى السماءِ . قال ابنُ عَبَّاسٍ : كان ذلك بأَمْرِ اللّه تعالى . وقوله : { وَبُكِيّاً } قالت فرقةٌ : جمع بَاكٍ ، وقالت فرقةٌ : هو مَصْدَرٌ بمعنى البُكَاء ؛ التقديرُ : وبَكُوا بُكِيّاً . واحتجَّ الطَّبِرِيُّ ، ومَكّي لهذا القول ؛ بأَن عُمَر رضي اللّه عنه قرأ سُورةٍ مريم ، فسجد ثُمَّ قال : هذا السُّجُودُ ، فأَيْنَ البُكَى ؟ يَعْنِي : البُكَاء . قال * ع * : ويحتمل أَن يريد عُمر رضي اللّه عنه فأَين البَاكُون ؟ وهذا الذي ذكروه عن عُمَر ، ذكره أَبُو حَاتِمٍ ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم .