Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 59-63)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ … } الآية ، الخَلْفُ ، ـــ [ بسكون ] اللام ـــ مُسْتعمل إذا كان الآتي مَذْمُوماً ؛ هذا مشهورُ كَلامِ العَرَبِ ، والمرادُ بالخلْف : مَنْ كفر وعَصَى بعدُ مِنْ بني إسرائيل ، ثم يتناول معنى الآية مَنْ سِوَاهُم إلَى يوم القيامة ، وإضاعة الصَّلاَةِ يكون بترْكِهَا وبجحْدِها ، وبإضاعة أَوْقَاتِهَا . وروى أَبُو دَاوُدَ الطيالسي « في مسنده » بسنده عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ قال : قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : " إذا أَحْسَنَ الرَّجُلُ الصَّلاَةَ ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا ، وَسُجُودَهَا ، قَالَتِ الصَّلاَةُ : حَفِظَكَ اللّهُ ؛ كَمَا حَفِظْتَنِي ، وَتُرْفَعُ ، وإذَا أَسَاءَ الصَّلاَةَ ؛ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا ، وَلاَ سُجُودَهَا ، قَالَتِ الصَّلاَةُ : ضَيَّعَكَ اللّهُ ؛ كَمَا ضَيَّعْتَنِي ، وَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الخَلقُ ، فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ " انتهى من « التذكرة » والشَّهَوَاتُ : عُمُومُ ، والغَيُّ : الخُسْران ؛ قاله ابنُ زيد . وقد يكُونُ الغي بمعنى الضَّلاَلِ ، والتقديرُ : يُلْقون جَزَاءَ الغَيِّ . وقال عبدُ اللّه بن عمرو ، وابنُ مسعودٍ : الغَيُّ : وَادٍ في جَهنَّم ، وبه وَقَعَ التوعُّدُ في هذه الآية . وقال * ص * : الغي عندهم كُلُّ شرّ ؛ كما أن الرشاد كلُّ خيرٍ . [ انتهى ] . و { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } : بدلٌ من الجنَّةِ في قوله { يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ } . وقولُه { بِـٱلْغَيْبِ } ، أيْ أخبرهم من ذلك بما غَابَ عنهم ، وفي هذا مَدْحٌ لهم على سرعة إيمانهم وبدارهم إذْ لم يعاينوا ، و { مَأْتِيّاً } مفعولٌ على بابه . وقال جماعةٌ من المفسرين : هو مفعولٌ في اللفظ ؛ بمعنى فاعل ؛ فـ { مَأْتِيّاً } بمعنى آتٍ ، وهذا بَعِيدٌ . * ت * : بل هو الظَّاهِرُ ، وعليه اعتمد * ص * . واللَّغْوُ : السَّقْطُ من القول . وقوله { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } يريدُ في التقدِير .