Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 139-141)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ … } الآية : معنى الآية : قل يا محمَّد لهؤلاءِ اليهودِ والنصارَىٰ : أتحاجُّوننا في اللَّه ، أي : أتجادلونَنَا في دِينِهِ ، والقُرْب منه ، والحُظْوة لديه سُبْحانه ، والرب واحدٌ ، وكلٌّ مجازًى بعمله ، ثم وبَّخهم بقوله : { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } ، أي : ولم تخلصوا أنتم ، فكيف تدَّعون ما نَحْن أولَىٰ به منْكُمْ . وقوله تعالَىٰ : { أَمْ تَقُولُونَ } عطْفٌ على ألف الاستفهامِ المتقدِّمة ، وهذه القراءة بالتاء من فوق قراءةُ ابن عامر ، وحمزةَ ، وغيرهما ، وقرأ نافعٌ وغيره بالياء من أسفل ، « وأَمْ » على هذه القراءةِ مقطوعةٌ ، ووقفهم تعالَىٰ على موضعِ الانقطاعِ في الحُجَّة ؛ لأنهم إِنْ قالوا : إنَّ الأنبياء المذكُورين على اليهوديَّة والنصرانية ، كَذَبوا ؛ لأنه قد عُلِمَ أن هذين الدينَيْن حَدَثَا بعدهم ، وإِن قالوا : لم يكونوا على اليهودية والنصرانية ، قيل لهم : فهلُمُّوا إِلى دينهم ؛ إِذ تقرُّون بالحق . وقوله تعالى : { قُلْ ءأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ } تقريرٌ على فساد دعواهم ؛ إذ لا جواب لمفطورٍ إلا أن اللَّه تعالى أعلم ، { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَـٰدَةً } ، أيْ : لا أحد أظلم منه ، وإياهم أراد تعالى بكتمانِ الشهادةِ ، قال مجاهد وغيره : فالذي كتموه هو ما في كتبِهِمْ مِنْ أنَّ الأنبياء على الحنيفيَّة ، لا على ما ٱدَّعَوْه ، وقال قتادةُ وغيره : هو ما عندهم من الأمر بتصديق النبيِّ صلى الله عليه وسلم والأولُ أشبه بسياقِ الآيةِ ، « ومِن » متعلِّقةٌ بـــ « عِنْده » ، ويحتمل أن تتعلق بـــ « كَتَمَ » . { وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ … } الآيةَ : فيه وعيد وإِعلام ؛ أنه لا يترك أمرهم سدًى ، والغافل : الذي لا يفطنُ للأمور إهْمالاً منه ، مأخوذ من الأرض الغُفْلِ ، وهي التي لا مَعْلَمَ بها . وقوله تعالى ؛ { تِلْكَ أُمَّةٌ } الآية : كرَّرها عن قرب ؛ لأنها تضمَّنت معنى التهْديدِ والتخويفِ ، ولترداد ذكرهم أيضاً في معنى غيْر الأول .