Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 49-49)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالَىٰ : { وَإِذْ نَجَّيْنَـٰكُم مِّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ } : أي : خلَّصناكم ، وَآل : أصْلُهُ أَهْل ؛ قلبت الهاء أَلِفاً ؛ ولذلك رَدَّها التصغيرُ إلى الأصل ، فقيل : أُهَيْل ، وآلُ الرجل قرابته ، وشيعته ، وأتباعه ، وفرعونُ : اسمٌ لكلِّ من ملك من العَمَالِقَةِ بمصْرَ ، وفرعونُ مُوسَىٰ ، قيل : اسمه مُصْعَبُ بْنُ الرَّيَّان ، وقال ابْن إِسحاق : اسمه الوليدُ بْنُ مُصْعب ، وروي أنه كان من أهل إِصْطَخْر وَرَدَ مِصْرَ ، فاتفق له فيها المُلْك ، وكان أصل كون بني إِسرائيل بمصر نزولَ إسرائيل بها زمَنَ ابنه يُوسُفَ عليهما السلام . و { يَسُومُونَكُمْ } : معناه : يأخذونكم به ، ويُلْزمُونَكم إياه ، والجملة في موضعِ نصبٍ على الحال ، أي : سائمين لكم سُوءَ العذاب ، وسوءُ العذاب أشدُّه وأصعبه ، وكان فرعَوْنُ علَىٰ ما روي قد رأَىٰ في منامه ناراً خرجَتْ من بيت المقْدِس ، فأحرقت بيوتَ مِصْرَ ، فأولت له رؤياه ؛ أنَّ مولوداً من بني إسرائيل ينشأ ، فيخرب مُلْكَ فرعون على يَدَيْهِ ، وقال ابن إسْحَاق ، وابن عبَّاس ، وغيرهما : إن الكهنة والمنجِّمين قالُوا لفرعون : قد أظلك زمانُ مولودٍ من بني إسرائيل يخرب مُلْكَك . و { يُذَبِّحُونَ } بدلٌ من : « يَسُومُونَ » ، { وَفِي ذٰلِكُم } : إشارةٌ إلى جملة الأمر ، و { بَلاءٌ } معناه : امتحان واختبار ، ويكون البلاء في الخير والشر . وحكى الطبريُّ وغيره في كيفية نجاتهم أن موسَىٰ ـــ عليه السلام ـــ أوحي إلَيْه أن يسري من مصر ببني إِسرائيل ، فأمرهم موسى أن يستعيروا الحُلِيَّ والمتاعَ من القِبْطِ ، وأحل اللَّه ذلك لبني إسرائيل ، ويُرْوىٰ أنهم فعلوا ذلك دون رَأْيِ موسَىٰ ـــ عليه السلام ـــ وهو الأشبه به ، فسرى بهم موسَىٰ من أول الليْلِ ، فأعلم بهم فرعون ، فقال : لا يتبعهم أحد حتى تصيح الدِّيَكَةُ ، فلم يَصِحْ تلك الليلة بمصر دِيكٌ ؛ حتى أصبح ، وأمات اللَّه تلك الليلةَ كثيراً من أبناء القِبطِ ، فاشتغلوا بالدَّفْنِ ، وخرجوا في الأتباع مشرِّقين ، وذهب موسى عليه السلام إلى ناحية البحر ؛ حتى بلغه ، وكانت عدة بني إِسرائيل نيِّفاً على ستِّمائة ألف ، وكانت عِدَّة فرعون أَلْفَ ألْفٍ ومِائَتَي ألْفٍ ، وحكي غير هذا مما اختصرته لقلَّة ثبوته ، فلما لحق فرعَوْنُ موسَىٰ ، ظن بنو إِسرائيل أنهم غير ناجين ، فقال يُوشَعُ بْنُ نُونٍ لموسى : أين أُمِرْتَ ؟ فقال : هكذا ، وأشار إلى البحر ، فركض يُوشَعُ فرسه ؛ حتى بلغ الغَمْرَ ، ثم رجع ، فقال لموسَىٰ : أين أُمِرْتَ ؟ فواللَّه : ما كَذَبْتَ ، ولا كُذِبْتَ ، فأشار إِلى البحر ، وأوحى اللَّه تعالى إليه ؛ أنِ ٱضْرِبْ بعصاك البَحْرَ ، وأوحى اللَّه إلى البحر ؛ أن انفرِقْ لموسى إذا ضربك ، فبات البَحْرُ تلك الليلة يضطرب ، فحينَ أصبَحَ ، ضرَبَ موسى البحر ، وكناه أبا خالد ، فانفلَقَ ، وكان ذلك في يَوْمِ عَاشُورَاءَ .