Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 86-88)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلأَخِرَةِ … } الآية : جعل اللَّه ترك الآخرةِ ، وأخْذَ الدنيا عوضاً عنها ، مع قدرتهم على التمسُّك بالآخرة - بمنزلة من أخذها ، ثم باعها بالدنيا ، { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ } ، في الآخرة ، { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } ؛ لا في الدنيا ، ولا في الآخرة . * ص * : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ } : « اللام » في « لَقَدْ » : يحتمل أن تكون توكيداً ، ويحتمل أن تكون جواب قسم ، وموسَىٰ هو المفعول الأول ، والكتاب الثانِي ، وعكس السُّهَيْلِيُّ . و { مَرْيَمَ } : معناه في السُّرْيانية : الخَادَم ، وسميت به أمُّ عيسَىٰ ، فصار علماً عليها . انتهى . و { ٱلْكِتَـٰبَ } : التوراةُ . { وَقَفَّيْنَا } : مأخوذ من القَفَا ؛ تقول : قَفَيْتُ فُلاَناً بِفُلاَنٍ ، إِذا جئْتَ به من قبل قَفَاه ، ومنه : قَفَا يَقْفُو ، إِذا اتبع ، وكلُّ رسول جاء بعد مُوسَىٰ ، فإِنما جاء بإِثبات التوراة ، والأمر بلزومها إلى عيسَى - عليهم السلام - . و { ٱلْبَيِّنَـٰتِ } : الحججُ التي أعطاها اللَّه عيسَىٰ . وقيل : هي آياته من إحياء ، وإبراء ، وخَلْق طَيْرٍ ، وقيل : هي الإِنجيل ، والآية تعم ذلك . { وَأَيَّدْنَـٰهُ } : معناه : قويْناه ، والأَيْدُ القوة . قال ابن عبَّاس : { رُوح ٱلْقُدُسِ } : هو الاسم الذي كان يُحْيِـــي به الموتَىٰ ، وقال ابن زِيْد : هو الإِنجيل ؛ كما سمَّى اللَّه تعالَى القرآن رُوحاً ، وقال السُّدِّيُّ ، والضَّحَّاك ، والربيع ، وقتادة : { رُوحُ ٱلْقُدُسِ } : جبريلُ - عليه السلام - ؛ وهذا أصحُّ الأقوال ، " وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّان : ٱهْجُ قُرَيْشاً ، وَرُوحُ القُدُسِ مَعكَ " ومرةً قال له : " وَجِبْرِيلُ مَعَكَ " ، و { كُلَّمَا } : ظرف ؛ والعامل فيه : { ٱسْتَكْبَرْتُمْ } ، وظاهر الكلامِ الاستفهامُ ، ومعناه التوبيخُ ؛ روي أن بني إِسرائيل كانوا يقتلون في اليومِ ثلاثمائة نبيٍّ ، ثم تقوم سوقُهم آخر النهار ، وروي سبعين نبيًّا ، ثم تقومُ سوق بَقْلِهِمْ آخر النهار . والهَوَىٰ أكثر ما يستعمل فيما ليس بحقٍّ ، وهو في هذه الآية من ذلك ؛ لأنهم إنما كانوا يَهْوَوْنَ الشهوات ، ومعنَىٰ : { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } ، أي : عليها غشاواتٌ ، فهي لا تفقه ، قال ابن عبَّاس . ثم بيَّن تعالَىٰ سبب نُفُورهم عن الإِيمان إِنما هو أنهم لُعِنُوا بما تقدَّم من كفرِهِم وٱجترامِهِمْ ، وهذا هو الجزاء على الذنْبِ بذنْب أعظم منه ، واللعن : الإبعاد والطرد . و { قَلِيلاً } : نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ ، تقديره : فإِيماناً قَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ ، والضميرُ في « يُؤْمِنُونَ » لحاضري محمَّد صلى الله عليه وسلم منْهُمْ ؛ ومَا في قوله : { مَّا يُؤْمِنُونَ } زائدةٌ موكِّدَة .