Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 120-127)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ } * ص * : عدّي هنا بـ « إلىٰ » على معنى أنهى الوسوسة إليه ، وفي « الأعراف » باللام ، فقال أبو البقاء : لأنه بمعنى ذكر لهما . انتهى . ثم أعلمهم سُبْحانه : أن من اتّبع هُدَاه فلا يضِلّ في الدنيا ، ولا يَشْقَىٰ في الآخرة ، وأنَّ من أعرض عن ذِكْر اللّه ، وكفر به ؛ فَإنَّ له معيشةً ضَنْكاً ، و « الضَّنْك » : النكدُ الشاقّ من العيش والمنازل ، ونحو ذلك . وهل هذه المعيشةُ الضنك تكون في الدنيا ، أو في البَرْزَخ ، أو في الآخرة ؟ أقوال . * ت * : ويُحْتَمَلُ في الجميع ، قال القرطبي : قال أبو سعيد الخُدْرِيّ ، وٱبْنُ مسعودٍ : ضَنْكاً : عذاب القبر ، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتَدْرُونَ فِيمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ : { فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَىٰ } أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَةُ الضَّنك ؟ قالوا : اللّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : عَذَابُ الكَافِرِ فِي الْقَبْرِ ؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّيناً ـــ وَهِيَ الحَيَّاتُ ـــ لكُلِّ حَيَّةٍ تِسْعَةُ رُؤُوسٍ ، يَنْفُخْنَ في جِسْمِهِ ، وَيَلْسَعْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ إلَىٰ يَوْمِ القِيَامَةِ ، ويُحْشَرُ مِنْ قَبْرِهِ إلَىٰ مَوْقِفِهِ أَعْمَىٰ " انتهى من « التذكرة » فَإنْ صَحَّ هذا الحديث ، فلا نظر لأحد معه ، وإن لم يصحَّ ، فالصوابُ حملُ الآية على عُمُومها ؛ والله أعلم . قال الثَّعْلَبِيُّ : قال ٱبنُ عباس : { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ } قال : أَجار اللّهُ تعالى تابعَ القرآن من أنْ يضل في الدنيا ، أو يشقى في الآخرة . وفي لفظ آخر : « ضمن اللّهُ تعالى لمن قرأَ القرآن … » الحديث ، وعنه : مَنْ قرأَ القرآن واتَّبع ما فيه ، هَدَاهُ اللّه تعالى مِنَ الضَّلاَلَةِ ووقاه اللّهُ تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَةِ سُوءَ الحِسَابِ . انتهى . وقولُه سبحانه : « ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعْمَىٰ » قالت فرقةٌ : وهو عَمَى البَصَر ، وهذا هو الأوْجه ، وأما عمى البَصِيرة ، فهو حاصل للكافر . وقوله سبحانه : « كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا » النسيان هنا : هو التركُ ، ولا مَدْخَلَ للذهول في هذا الموضع ، و { تُنْسَىٰ } أيضاً بمعنى : تُتْرك في العذاب .