Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 134-135)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله سبحانه : { وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَـٰهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ … } أي : من قبل إرسالنا إليهم محمداً ، { لقَالُوا رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إلَيْنَا رَسُولاً … } الآية ، وروى أبو سعيد الخِدْرِي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يَحْتَجُّ عَلَى اللَّه تَعَالَىٰ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ : الهَالِكُ فَي الفَتْرَةِ ، والمَغْلُوبُ عَلَىٰ عَقْلِهِ ، والصَّبِيُّ الصَّغيرُ : فيقُولُ المَغْلُوبُ عَلَىٰ عَقْلِهِ : رَبِّ ، لَمْ تَجْعَلْ لِيَ عَقْلاً ، ويَقَولُ الصَّبِيُّ نَحْوَهُ ، ويَقُولُ الهَالِكُ فِي الفَتْرَةِ . رَبِّ ، لَمْ يُرْسِلْ إِلَيَّ رَسَولاً ، وَلَوْ جَاءَنِي ، لَكُنْتُ أَطْوَعَ خَلْقِكَ لَكَ ، قَالَ : فَتَرْتَفِعُ لَهُمْ نَارٌ ، وَيُقَالُ لَهُمُ : رُدُوهَا ، فَيَرِدُهَا مَنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّه أَنَّهُ سَعِيدٌ وَيَكَعُ عَنْهَا الشَّقِيُّ ، فَيَقُولُ اللَّه تَعَالَىٰ : إيَّايَ عَصَيْتُمْ فَكَيْفَ بِرْسُلِي لَوْ أَتَتْكُمْ " . قال ( ع ) : أما الصبيُّ ، والمغلوبُ على عقله ، فبَيّن أمرهما ، وأما صاحبُ الفَترة ، فليس ككفَّارِ قريش قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن كفار قريش ، وغيرهم مِمَّنْ علم وسمع نبوَّة ورسالة في أقطار الأرضِ ، ليسٍ بصاحب فترةٍ ، وقد ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لرجل : " أبيِ وَأَبُوكَ فِي النَّارِ " ورأى صلى الله عليه وسلم ، عَمَرْو بْنَ لُحَيٍّ في النار إلى غير هذا مِمَّا يطوُلُ ذِكْرهِ ، وإنما صاحبُ الفترة يفرض أنه آدميٌّ لم يطرأ إليه أن اللَّه تعالى بعث رَسُولاً ، ولاَ دَعا إلى دِينٍ ، وهذا قليلُ الوجود إلاّ أن يشذ في أطراف الأرض ، والمواضع المنقطعة عن العمران . * ت * : والصحيح في هذا الباب : « أَنَّ أوْلادَ المُشْرِكينَ في الجَنَّةِ ، وأمَّا أَوَلاَدُ المُسْلِمِينَ فَفِي الجَنَّةِ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ » متفق عليه . وقد أَسند أَبو عُمَرَ في « التمهيد » من طريق أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سألتُ رَبِّي في اللاَّهين مِنْ ذُرِّيَّةِ البَشَرِ ألاَّ يُعَذِّبَهُمْ فَأَعْطانِيهِمْ " قال أبو عمر إنما قيل للأطفال : الَّلاهُوَنَ ؛ لأن أعمالهم كاللهو ، واللعب من غير عقد ، ولا عَزْم ، ثم أسند أبو عمر ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّةِ " . قال أبو عمر ، وروى شُعْبةِ ، وسعيد بن أبي عروبة ، وأبو عَوَانة ، عن قتادة ، عن أَبي سراية العجلي ، عن سَلْمَان قال : أَطْفَالُ المُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّةِ . وذكر البخاري حَدِيثَ الرؤيا الطويل ، وفيه : " وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ ، فَإنَّهُ إبْرَاهِيمَ عليه السلام وأمَّا الوِلْدَانُ حَوْلَهُ ، فَكُلُّ مَوْلُودٍ يُولدُ عَلَى الفِطْرَةِ ، قَالَ : فقيل : يَا رَسُولَ اللَّه ، وأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : وأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ " ، وفي رواية : " والصبيان حَوْلَهُ أَوْلاَدُ النَّاسِ " وظاهره العمومُ في جميع أولاد الناس . انتهى من التمهيد والذُّلُّ ، والخِزْيُ مقترنان بعذاب الآخرة . وقوله : { قُلْ كُلٌّ } أَيْ : مِنَّا ومنكم { مُّتَرَبِّصٌ } والتربصُ : التأَنِّي ، والصِّراطُ : الطريق ، وهذا وَعِيدٌ بَيِّنٌ ؛ والله الموفِّقُ ، والهادي إلى الرشاد بفضله .