Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 1-8)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قولُه سبحانه وتعالَى : { طه * مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } قيل : طه : آسْمٌ من أَسْمَاءِ نَبِيِّنَا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم وقِيلَ : معناه : يا رَجُلُ ؛ بالسُّرْيَانِيّة ، وقِيلَ : بغيرها مِنْ لُغَاتِ العَجَمِ . قال البخاريُّ : قال ابن جُبَيْرٍ : { طه } : يا رجلُ ، بالنَّبطِيَّة . انتهى . وقيل : إنها لغةٌ يَمَانِيةٌ في « عَكَّ » ؛ وأَنشد الطبريُّ في ذلك : [ الطويل ] @ دَعَوْتُ بـــ « طَه » فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِب فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلاَ @@ وقال آخرُ : [ البسيط ] @ إنَّ السَّفَاهَةِ ـــ طه ـــ مِنْ خَلاَئِقِكُم لاَ بَارَكَ اللّهُ فِي الْقَوْمِ المَلاَعِينِ @@ وقالت فِرْقَةٌ من العُلَمَاءِ : سَبَبُ نزولِ هذه الآية أَن قريشاً لما نظرت إلى عيش النبي صلى الله عليه وسلم وشَظَفِه وكَثْرة عِبَادَته ؛ قالت : إن محمداً مع ربِّه في شقاءٍ فنزلت الآيةُ ؛ رادَّةً عليهم . وأسند عِيَاضٌ في « الشفا » من طريق أَبِي ذَرٍّ الهروي ، عن الرَّبِيعِ بن أَنَسٍ قال : كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا صَلَّى ، قَامَ عَلَى رِجْلٍ وَرَفَعَ الأُخْرَىٰ ، فأنْزَل اللّه ؛ { طه } يعني : طَإ الأَرْضَ يَا محمدُ ، { مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ } ولاَ خَفاءَ بمَا في هذا كله من الإكْرام له صلى الله عليه وسلم وحُسْن المعاملة . انتهى . قال * ص * : { لِتَشْقَىٰ * إِلاَّ تَذْكِرَةً } عِلَّتانِ لِقَوْلِه : { مَا أَنزَلْنَا } . انتهى . وقد تقدم القولُ في مَسْأَلَةِ الاسْتِوَاء ، وباقي الآية بيّن . قال ابنُ هِشَام : قوله تعالى : { وَإِن تَجْهَرْ بِـٱلْقَوْلِ } أيْ : فاعلم أَنه غَنِيٌّ عن جهرك ؛ { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } ، فالجوابُ مَحذُوفٌ . انتهى .