Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 106-112)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً } : الإشارة بـ « هذا » إلى هذه الآيات المتقدمة في قولِ فرقة . وقالت فرقة : الإشارة إلى القرآن بجملته ، والعبادة تتضمن الإِيمان . وقوله سبحانه : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } : قالت فرقة : هو صلى الله عليه وسلم رحمةٌ للعالمين عموماً أَمَّا للمؤمنين فواضح ، وأَمَّا للكافرين فلأَنَّ اللّه تعالى رفع عنهم ما كان يصيب الأُمَمَ والقرونَ السابقة قبلهم من التعجيل بأنواع العذاب المستأصلة ؛ كالطوفان وغيره . وقوله { آذَنتُكُمْ } معناه : عَرَّفْتُكُمْ بنذارتي ، وأردتُ أن تشاركوني في معرفة ما عندي من الخوف عليكم من اللّه تعالى ، وقال البخاري : { آذَنتُكُمْ } : أعلمتكم ، فإذا أعلمتهم فأنت وهم على سواء ، انتهى ، ثم أخبر أنه لا يعرف تعيينَ وقتٍ لعقابهم ، هل هو قريب أم بعيد ؟ وهذا أهول وأخوف . قال * ص * : { وَإِنْ أَدْرِيۤ } بمعنى : ما أدري ، انتهى . والضمير في قوله : { لَعَلَّهُ } عائد على الإِملاء لهم ، و { فِتْنَةٌ } معناه : إمتحان وابتلاء ، والـ { مَتَاعٌ } : ما يُسْتَمْتَعُ به مُدَّةَ الحياة الدنيا ، ثم أمره تعالى أن يقول على جهة الدعاء : { رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } وهذا دعاء فيه توعُّدٌ ، ثم توكل في آخر الآية واستعانَ باللّه تعالى ؛ قال الداووديُّ : وعن قتادةَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا شَهِدَ قِتَالاً قَالَ : { رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } . انتهى .