Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 102-105)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } هذه صفة الذين سبقت لهم الحسنى ، وذلك بعد دخولهم الجنة ؛ لأَنَّ الحديث يقتضي أَنَّ في الموقف تزفر جهنم زفرةً لا يبقى نبيٌّ ولا مَلَكٌ إلاَّ جثا على ركبتيه ، قال البخاريُّ : الحسيس والحس : واحد ، وهو الصوتُ الخفيُّ ، انتهى . والفزع الأكبر عامٌّ في كلِّ هول يكون يوم القيامة ، فكأَنَّ يوم القيامة بجملته هو الفَزَعُ الأكبر . وقوله سبحانه : { وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } يريد : بالسلام عليهم والتبشير لهم ، أي : هذا يومكم الذي وُعِدْتُمَْ فيه الثوابَ والنعِيمَ ، و { ٱلسِّجِلِّ } في قول فرقة : هو الصحيفة التي يُكْتَبُ فيها ، والمعنى : كما يطوى السِّجِلُّ من أجل الكتاب الذي فيه ، فالمصدر مضاف إلى المفعول ؛ وهكذا قال البخاري : السجل : الصحيفة ، انتهى ، وما خَرَّجه أبو داودَ في « مراسيله » من أَنَّ السجل : اسم رجل من كُتَّابِ النبي صلى الله عليه وسلم قال السهيليُّ فيه : هذا غير معروف . انتهى . وقوله سبحانه : { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } يحتمل معنيين : أحدهما : أن يكون خبراً عن البعث ، أي كما اخترعنا الخلق أوَّلاً على غير مثال كذلك ننشئهم تارة أخرى ، فنبعثهم من القبور . والثاني أنْ يكونَ خبراً عن أَنَّ كل شخص يُبْعَثُ يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا ، ويؤيد هذا قولُه صلى الله عليه وسلم : " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ؛ { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } " . وقوله : { كَمَا بَدَأْنَآ } الكاف مُتَعَلِّقَةٌ بقوله : { نُّعِيدُهُ } ، وقالت فرقة : { ٱلزَّبُورِ } هنا يعم جميعَ الكتب المُنَزَّلَة ؛ لأَنه مأخوذ من : زبرت الكتابَ إذا كتبته ، و { ٱلذِّكْرِ } أراد به اللَّوحَ المحفوظ ، وقالت فرقة : { ٱلزَّبُورِ } هو زبورُ داودَ عليه السلام ، و { ٱلذِّكْرِ } : التوراة . وقالت فرقة : { ٱلزَّبُورِ } : ما بعد التوراةِ من الكتب ، و { ٱلذِّكْرِ } : التوراة . وقالت فرقة : { ٱلأَرْضَ } هنا : أرضُ الدنيا ، أي : كل ما يناله المؤمنون من الأرض ، وقالت فرقة : أراد أرض الجنة ، واستشهدوا بقوله تعالى : { وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ } [ الزمر : 74 ] .