Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 17-20)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } الآية : ظاهِرُ الآية : الرَّدُّ على مَنْ قال من الكُفَّارِ في أَمْرِ مريمَ - عليها السلام - ، وما ضَارَعَهُ من الكُفْرِ تعالى اللّه عن قَوْلِ المُبْطِلِينَ و « إن » في قوله : { إِن كُنَّا فَاعِلِينَ } يُحْتَمَلُ أَنْ تكونَ شرطيةً ، ويحتمل أَنْ تكونَ نافِيَةً بمعنى : ما كُنَّا فاعلين ، وكُلُّ هذا قد قيل ، و « الحَقَّ » عام في القرآن والرسالة والشَّرْعِ ، وكُلِّ ما هو حَقًّ ، { فَيَدْمَغُهُ } معناه : يُصِيبُ دِمَاغَهُ ، وذلك مُهْلِكٌ في البَشَرِ ؛ فكذلك الحَقُّ يُهْلِكُ الباطِلَ ، و { ٱلْوَيْلُ } : الخِزْيُ . وقيل : هو اسمُ وادٍ في جَهَنَّمَ ، وَأَنه المُرَاد في هذه الآية ، وهذه مُخَاطَبَةٌ لِلْكُفَّارِ الذينَ وَصَفُوا اللَّه عز وجل بما لا يجوزُ عليه تعالى اللَّه عن قولهم . وقوله { وَمَنْ عِندَهُ … } الآية : عند هنا ليست في المسافات وإنما هي تشريفٌ في المنزلة ، { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } أي لا يكلون ، والحسير من الإبل : المعِييُ . وقوله : { لاَ يَفْتُرُونَ } وفي « الترمذي » عن أبي ذَرِّ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إنِّي أَرَىٰ مَالاَ تَرَوْنَ ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ؛ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إلاَّ وَمَلُكٌ واضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِداً للَّهِ " الحديث قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح ، وفي الباب عن عَائِشَةَ ، وابنِ عَبَّاسٍ ، وأَنَسٍ ، انتهى من أصل الترمذي ، أعني : جَامِعِهِ .