Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 21-26)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } ، أي : يُحْيُونَ غَيْرَهُمُ ، ثم بيَّنَ تعالى أَمْرَ التمانُعِ بقوله : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } وقد تَقَدَّمَ إيضاحُ ذلك عند قوله تعالى : { إِذَاً لاَبتَغَوا إِلَى ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } [ الإسراء : 42 ] . وقوله : { هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي } يُحْتَمَلُ أَنْ يريدَ بالإشارة بقوله : { هَـٰذَا } إلى جميعِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ قَدِيمِهَا وَحَدِيثهَا ـــ أَنَّهَا تُبَيِّنُ أَنَّ اللَّه الخالِقَ وَاحِدٌ لا شريكَ له ، ويحتمل أَنْ يريدَ بقوله : { هَـٰذَا } القرآنَ والمعنى : فيه نَبأ الأَوَّلِينَ والآخرينَ فَنَصَّ أخبارَ الأَولين ، وذَكَرَ الغُيُوبَ في أُمُورِهِمْ ، حسبما هي في الكتب المُتَقَدِّمَةِ ، وَذكَرَ الآخرين بالدعوة . وبيانِ الشرع لهم ، ثم حَكَمَ عليهم سبحانه بأَنَّ أَكْثرهم لا يعلمون الحقَّ ، لإعراضهم عنه ، وليس المعنى : فهم معرضون ؛ لأنَّهُم لا يعلمون ؛ بلِ المعنى : فهم معرضون ، ولذلك لا يعلمون الحَقَّ ، وباقي الآية بَيِّنٌ ، ثم بَيَّنَ سبحانه نوعاً آخرَ من كُفْرِهِم بقوله : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } الآية ؛ كقول بعضهم : اتَّخَذَ المَلاَئِكَةَ بناتاً ، وكما قالتِ النَّصَارَى في عيسى ٱبن مريم ، واليهود في عزيرٍ . وقوله سبحانه : { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } عبارةٌ تَشْمَلُ الملائِكَةَ وعيسى وعزير . وقال * ص * : بل إِضْرَابٌ عن نسبة الولد إليه تعالى عن ذلك عُلُوّاً كبيراً . و { عِبَادٌ } خبرُ مبتدإِ محذوف أي هم عباد قاله أبو البقاء انتهى .