Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 8-12)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ } قيل : الجَسَدُ من الأحياءِ : ما لا يَتَغَذَّى ، وقيل : الجسد يَعُمُّ المُتَغَذَّي من الأجسامِ وغيرَ المتغذي فـ { جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً } على التَّأَوِيلِ الأَول : مَنْفِيٌّ ، وعلى الثاني : مُوجِبٌ ، والنفيُ واقعٌ على صِفَتِهِ . وقوله سبحانه : { ثُمَّ صَدَقْنَـٰهُمُ ٱلْوَعْدَ } الآية ، هذه آية وعيدٍ . وقوله : { وَمَن نَّشَاءُ } يعني مِنَ المؤمنين ، و { ٱلْمُسْرِفِينَ } : الكُفَّارُ ، ثم وَبَّخَهُمْ تعالى بقوله : { لَقَدْ أَنزَّلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَـٰباً } يعني : القرآن ، { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } ، أي : شَرَفُكُمْ ، آخر الدَّهْر ، وفي هذا تحريضٌ لهم ، ثم أَكَّدَ التحريضَ بقوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } و { كَمْ } للتكثير ، و { قَصَمْنَا } معناه : أهلكنا ، وأَصْلُ القصم : الكَسْرُ في الأَجْرَامَ ، فَإذا اسْتُعِيرَ للقوم والقرية ونَحْوِ ذلك فهو ما يُشْبِهُ الكُسْرَ وهو إهْلاَكُهُم ، و { أَنشَأْنَا } ، أي : خلقنا وَبَثَثْنَا أَمَّةً أُخْرَى غَيْرَ المُهْلَكَةِ . وقوله : { فَلَمَّا أَحَسُّواْ } وَصْفٌ عن حالِ قريةٍ من القُرَى المُجْمَلَةِ أَوَّلاً ؛ قيل : كانت بالْيَمَنِ تُسَمَّى « حضور » ، بَعَثَ اللَّه تعالى إلى أَهْلِها رسولاً فقتلوه ، فَأَرْسَلَ اللَّه تعالى عليهم بختنصر صَاحِبَ بني إسرائيل فَهَزَمُوا جَيْشَهُ مرتين ، فَنَهَضَ في الثالثة بنفسِهِ ، فلما هزمهم ، وأَخَذَ القَتْلَ فيهمَ رَكَضُوا هاربين ، ويُحتَملُ أنْ لا يريدُ بالآية قريةً بعينها ، وأَنَّ هذا وَصْفُ حالِ كُلِّ قريةٍ من القرى المُعَذَّبَة إذا أَحَسُّوا العذابَ ؛ من أي نوع كان ، أَخذوا في الفرار و { أَحَسُّواْ } باشروه بالحواسِّ . * ص * : { إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } « إذا » الفجائية ، وهي وما بعدها جواب لما . انتهى .