Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 37-39)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا … } الاية : عبارة مبالغة ، وهي بمعنى : لن تُرْفَعَ عنده سبحانه ، وتتحصل سبب ثواب ، والمعنى : ولكن تُنَالُ الرِّفْعَةُ عنده ، وتحصلُ الحسنة لديه بالتقوى . وقوله تعالى : { لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } رُوِيَ : أن قوله : « وبشر المحسنين » نزلت في الخلفاء الأربعة حسبما تَقَدَّمَ في التي قبلها ، وظاهر اللفظ العمومُ في كل مُحْسِنٍ . وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ … } الآية ، وقرأ أبو عمرو ، وابن كثير : « يَدْفَعُ » { وَلَوْلاَ دَفْعُ } [ الحج : 40 ] . قال أبو علي : أجريت « دافع » مُجْرى « دفع » كعاقبت اللِّصَّ وطارقت النعلَ ، قال أبو الحسن الأَخْفَشُ : يقولون : دافع اللّه عنك ، ودفع عنك ، إلاَّ أَنَّ « دفع » أكثر في الكلام . قال * ع * : ويحسن « يدافع » ؛ لأَنَّهُ قد عَنَّ للمؤمنين مَنْ يدفعهم ويُؤْديهم ، فيجيء دفعه سبحانه مدافعةً عنهم ، وروي أَنَّ هذه الآية نزلت بسبب المؤمنين لَمَّا كَثُروا بمكة وآذاهم الكُفَّارُ ؛ هَمَّ بعضُهم أَنْ يقتل مَنْ أمكنه من الكُفَّارَ ، ويغتالَ ، وَيَغْدُرَ ، فنزلت هذه الآية إلى قوله : { كَفُورٍ } ، ثم أَذِنَ اللّه سبحانه في قتال المؤمنين لِمَنْ قاتلهم من الكفار بقوله : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ } . وقوله : { بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ } معناه : كان الإذن بسبب أنهم ظُلِمُوا , قال ابن جريج : وهذه الآية أول ما نقضت المُوادَعَةَ . قال ابن عباس , وابن جُرَيْجٍ : نزلتُ عند هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وقال : أبو بكر الصديق : لَمَّا سمعتُهَا ، علمتُ أنَّه سيكون قتال . قلت : وهذا الحديث خَرَّجَهُ الترمذيُّ ، قال ابن العربيِّ : ومعنى { أُذِنَ } : أُبِيحَ ، وقرئ « يُقَاتِلُونَ » بكسر التاء وفتحها ، فعلى قراءة الكسر : تكونُ الآية خبراً عن فعل المأذونِ لهم ، وعلى قراءة الفتح : فالآية خبرٌ عن فعل غيرهم ، وأَنَّ الإذْنَ وقع من أجل ذلك لهم ، ففي فتح التاء بيانُ سبب القتال ، وقد كان الكفار يتعمدون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالإذاية ويعاملونهم بالنكاية ، وقد قتل أبو جهل سُمَيَّةَ أمَّ عمار بن ياسر ، وعُذِّبَ بلالُ ، وبعد ذلك جاء الانتصار بالقتال ، انتهى ، ثم وعد سبحانه بالنصر في قوله : { وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } .