Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 40-41)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم } يريد كُلَّ مَنْ خرج من مكة وآذاه أهلها حتى أخرجوه بإذايتهم ، - طائفة إلى الحبشة وطائفة إلى المدينة - ، ونسب الإخراج إلى الكفار ؛ لأَنَّ الكلام في معرض تقرير الذنب ، وإلزامه لهم . وقوله : { إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } استثناءٌ مُنْقَطِعٌ . قال * ص * : وأجاز أبو إسحاق وغيرُه أنْ يكون في موضع جَرٍّ بدلاً من حَقَّ ، أي : بغير مُوجِبٍ سوى التوحيدِ الذي ينبغي أن يكونُ مُوجِبَ الإقرار ، لا مُوجِبَ الإِخراج ، ومثله : { هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ } [ المائدة : 59 ] انتهى ، وهو حَسَنٌ من حيث المعنى ، والانتقاد عليه مُزَيَّفٌ . وقوله : { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ } الآية تقوية للأمر بالقتال ، وذكر أَنَّهُ مُتَقَدِّمٌ في الأمم ، وبه صَلُحَتِ الشرائع ، فكأنه قال : أُذِنَ في القتال ، فليقاتلِ المؤمنون ، ولولا القتالُ والجهادُ لَتُغُلِّبَ على الحَقِّ في كُلِّ أُمَّةٍ ، هذا أصوب تأويلات الآية ، والصومعة : موضع العبادة ، وهي بِنَاءٌ مرتفع ، منفرد ، حديد الأعلى ، والأصمع من الرجال : الحديد القول ، وكانت قبل الإسلام مُخْتَصَّةً برهبان النصارى ، وعُبَّادِ الصابئين ؛ قاله قتادة ، ثم اسْتُعْمِلَتْ في مئذنة المسلمين ، والبِيَعُ : كنائس النصارى ، واحدتها : بِيعَةٌ . وقال الطبري : قيل : هي كنائس اليهود ، ثم أدخل عن مجاهد ما لا يقتضي ذلك ، والصلوات مشتركة لكل مِلَّةٍ ؛ واستعير الهدم للصلوات من حيث تعطيلها ، أو أرادَ موضع صلواتٍ ، وقال أبو العالية : الصلوات مساجد الصابئين ، وقيل : غير هذا . وقوله : { يُذْكَرُ فِيهَا } الضمير عائد على جميع ما تَقَدَّمَ ، ثم وعد سبحانه بنُصْرَةِ دينه وشرعه ، وفي ذلك حَضٌّ على القتال والجدِّ فيه ، ثم الآية تَعُمُّ كل مَنْ نصر حقّاً إلى يوم القيامة . وقوله سبحانه : { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةِ … } الآية : قالت فرقة : هذه الآية في الخلفاءِ الأربعة ، والعمومُ في هذا كله أبينُ ، وبه يَتَّجِهُ الأمر في جميع الناس ، وإنَّما الآية آخذة عهداً على كُلِّ مَنْ مُكِّنَ في الأرض على قَدْرِ ما مُكِّنَ ، والآية أمكن ما هي في الملوك . وقوله سبحانه : { ولِلَّهِ عَاقِبَةِ ٱلأُمُورِ } : تَوَعُّدٌ للمخالف عن هذه الأمور التي تقتضيها الآية لمن مكن .