Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 31-39)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } . قال الطبريُّ - رحمه اللّه - : إنَّ هذا القرنَ هم ثمودُ ، قومُ صالح . قال * ع * : وفي جُلِّ الروايات ما يقتضي أن قوم عاد أقدمٌ إلاَّ أنَّهم لم يُهْلَكُوا بصيحة . قلت : وهو ظاهر ترتيب قَصَصِ القرآن أَنَّ عاداً أقدم ، { وَأَتْرَفْنَـٰهُمْ } معناه نَعَّمْنَاهم ، وبسطنا لهم الأموالَ والأَرْزَاقَ وقولهم : { أَيَعِدُكُمْ } استفهام على جهة الاستبعادِ و { أَنَّكُمْ } : الثانية بَدَلٌ من الأُولَى عند سيبويه ، وقولهم : { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ } استبعادٌ ، وهيهات أحياناً تلي الفاعل دونَ لام تقول هيهاتَ مجيءُ زيد ، أي : بعد ذلك ومنه قول جرير [ الطويل ] @ فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَمَنْ بِهِ وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نُوَاصِلُهْ @@ وأحياناً يكون الفاعل محذوفاً ، وذلك عند وجود اللام كهذه الآية ، التقدير : بعد الوجود ؛ لما توعدون قال صلى الله عليه وسلم ورد بأن فيه حذف الفاعل وحذف المصدر وهو الوجود وذلك غير جائز عند البصريين ، وذكر أبو البقاء : أَنَّ اللام زائدة « وما » فاعل ، أي : بعد ما توعدون . قال أبو حيان : وهذا تفسير معنى لا إعراب ؛ لأَنَّهُ لم تَثبُتْ مصدرِيَّةُ « هيهات » ، انتهى . وقولهم : { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أرادوا : أَنَّهُ لا وجودَ لنا غيرَ الوجودِ ؛ وإنَّمَا تموتُ مِنَّا طائفة فتذهب ، وتجيء طائفة جديدة ، وهذا هو كُفْرُ الدَّهْرِيَّةِ .