Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 22-22)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ … } الآية : المشهورُ من الروايات أَنَّ هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر رضي اللّه عنه ومِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ ، وكان من قرابة أبي بكر ، وكان أبو بكر ينفق عليه ، لمسكَنَتِهِ ، فلما وقع أمر الإفك بلغ أبا بكر أَنَّه : وقع مِسْطَحٌ مع مَنْ وقع ؛ فحلف أبو بكر : لا ينفق عليه ، ولا ينفعه بنافعة أبداً ، فجاء مِسْطَحٌ مُعْتَذِراً وقال : إنَّما كُنْتُ أسمع ولا أقول ، فنزلتِ الآية ، والفضل : الزيادة في الدِّينِ ، والسعة هنا : هي المال ، ثم قال تعالى : { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ … } الآية ، أي : كما تحبون عفوَ اللّه لكم عن ذنوبكم فكذلك اغفروا لمن دونكم ، فيروى أنَّ أبا بكر قال : بلى ، إنِّي أُحِبُّ أَنْ يغفر اللّه لي ، ورَجَّعَ إلى مِسْطَحٍ ما كان يُجْرِي عليه من النفقة والإحسان . قال ابن العربيِّ في « أحكامه » : وفي هذه الآيةِ دليلٌ على أَنَّ الحنث إذا رآه الإنسان خيراً هو أولى من البر ، ولقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " فَرَأَى غَيْرُهَا خَيْراً مِنْها ، فلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرُ ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ " انتهى . وقال بعض الناس : هذه أرجى ، آيةٌ في كتاب اللّه عز وجل من حيث لطفه سبحانه بالقَذَفَةِ العُصَاةِ بهذا اللفظ . قال * ع * : وإنَّما تعطى الآية تفضلاً من اللّه تعالى في الدنيا ، وإنَّما الرجاءُ في الآخرة ، أما أنَّ الرجاءَ في هذه الآية بقياسٍ ، أي : إذا أُمِرَ أُولِي الفضل والسعة بالعفو ، فطرد هذا التفضل بسعة رحمته سبحانه لا رَبَّ غيره ، وإنَّما آيات الرجاء : قوله تعالى : { قُلْ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } [ الزمر : 53 ] . وقوله تعالى : { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } [ الشورى : 19 ] . وسمعت أبي رحمه اللّه يقول : أرجى آيةٌ في كتاب اللّه عندي قوله تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كِبِيراً } [ الأحزاب : 47 ] . وقال بعضهم : أرجى آية قوله تعالى : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [ الضحى : 5 ] .