Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 19-21)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ … } الآية : قال مجاهد وغيره : الإشارة بهذه الآية إلى المنافقين ، وعذابهم الأليم في الدنيا : الحدودُ ، وفي الآخرة : النار ، وقالت فرقة : الآية عامَّةٌ في كُلِّ قاذف ، وهذا هو الأظهر . وقوله تعالى : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } معناه : يعلم البريءَ من المُذْنِبِ ، ويعلم سائر الأمور ، وجواب { لَوْلاَ } أيضاً محذوف تقديره : لَفَضَحَكُم بذنوبكم ، أَو لَعَذَّبَكُم ونحوه . وقوله تعالى : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ … } الآية : خطوات جمع خُطْوَة ، وهي ما بين القدمين في المشي ، فكأنَّ المعنى : لا تمشوا في سُبُلِهِ وطُرُقِهِ . قلت : وفي قوله سبحانه : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً } : ما يردع العاقلَ عن الاشتغال بغيره ، ويُوجِبُ له الاهتمامَ بإصلاح نفسه قبل هجوم مَنِيَّتِهِ وحُلُولِ رَمْسِهِ ، وحَدَّثَ أَبو عمر في « التمهيد » بسنده عن إسماعيل بن كثير قال : سمعت مجاهداً يقول : « إنَّ الملائكة مع ابن آدم ، فإذا ذكر أخاه المسلم بخير ، قالت الملائكة : ولك مِثْلُهُ ، وإذا ذكره بشرٍّ ، قالتِ الملائكةُ : ابنَ آدمَ المستور عورته ، أَرْبِعْ على نفسك ، واحْمَدِ اللّه الذي يستر عورتك » انتهى ورُوِّينَا في « سنن أبي داودَ » عن سهل بن مُعَاذِ بن أنس الجُهَنِيِّ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ) قال : " مَنْ حَمَى مُؤْمِناً مِنْ مُنَافِقٍ ـــ أَرَاهُ قالَ : بَعَثَ اللّهُ مَلَكاً يَحْمِي لَحْمَةُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ رَمَى مُسْلِماً بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ ، حَبَسَهُ اللّهُ ـــ عز وجل ـــ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ " وروينا أيضاً عن أَبي داودَ بسنده عن جابرِ بن عبد اللّه وأبي طلحةَ بن سهل الأنصارِيَّين أنَّهما قالا : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ امرىءٍ يَخْذُلُ امرءاً مُسْلِماً في مَوْضِعٌ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ـــ إلاَّ خَذَلَهُ اللّهُ في مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِىءٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً في مَوْضِع يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ ـــ إلاَّ نَصَرَهُ اللّهُ في مَوْضِعٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ " ، انتهى ، ثم ذكر تعالى أَنَّه يزكي مَنْ شاء مِمَّنْ سبقت له السعادة ، وكان عمله الصالح أمارة على سبق السعادة له .