Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 41-44)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبّحُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ … } الآية : الرؤية هنا قلبية ، والتسبيح : التنزيه والتعظيم ، والآية عامَّةٌ عند المفسرين لكُلِّ شيء من العقلاء والجمادات . وقوله تعالى : { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } قال الزَّجَّاجُ وغيره : المعنى : كُلٌّ قد علم اللّهُ صَلاَتَهُ وتسْبِيحَهُ . وقال الحسن : المعنى : كُلٌّ قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه . وقالت فرقة : المعنى : كل قد علم صلاةَ اللّهِ وتسبيحَ اللّهِ اللَّذَيْنِ أمر بهما وهدى إليهما ، فهذه إضافة خَلْقٍ إلى خالقٍ ، وباقي الآية وعيد ، و { يُزْجِي } معناه : يسوق ، والرُّكام ، الذي يركب بَعْضُه بعضاً ويتكاثف ، والودق : المطر ، قال البخارِيُّ : { مِن خِلَـٰلِهِ } أي : من بين أضعاف السحاب ، انتهى . وقوله تعالى : { وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ } قيل : ذلك حقيقةٌ ، وقد جعل اللّه في السماء جبالاً من بَرَدٍ ، وقالت فرقة : ذلك مجازٌ ، وإنَّما أراد وصف كثرته ، وهذا كما تقول : عند فلان جبال من مال وجبال من العلم . قلت : وحَمْلُ اللفظ على حقيقته أولى إنْ لم يمنع من ذلك مانع ، ومن كتاب « الفرج بعد الشدة » للقاضي أبي علي التنوخي ، أحد الرواة عن أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيِّ والمُخْتَصِّينَ به ـــ قال : أخبرنا أَبو بكر الصوليُّ عن بعض العلماء قال : رأيتُ امرأةً بالبادية ، وقد جاء البَرَدُ فذهب بزرعِها ، فجاء الناس : يُعَزُّونَها فرفعت رأسها إلى السماء ، وقالت : اللهم أنتَ المَأْمُولُ لأَحْسَنِ الخَلَفِ وبيدك التعويضُ مِمَّا تَلِفَ ، فافعل بنا ما أَنْتَ أهله ، فإنَّ أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك ، قال : فلم أبرحْ حتى مَرَّ رجل من الأَجِلاَّءِ ، فحُدِّث بما كان ؛ فَوَهَبَ لها خَمْسِمائَةٍ دينارٍ ، فأجاب اللّه دعوتها وَفَرَّجَ في الحين كربتها ، انتهى . والـ { سنا } مقصوراً : الضوءُ ، وبالمد : المَجْدُ ، والباء في قوله { بِٱلأَبْصَارِ } يحتمل أنْ تكون زائدة .