Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 6-10)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوٰجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ … } الآية : لما رَمَى هلالُ بن أُمَيَّةَ الوَاقِفِيُّ زوجته بِشَرِيكِ بنِ سَحْمَاءَ ـــ عزم النبي صلى الله عليه وسلم على ضَرْبِهِ حَدَّ القَذْفِ ؛ فَنَزَلَتْ هذه الآية حسبما هو مشروح في الصِّحَاحِ ، فَجَمَعَهُمَا صلى الله عليه وسلم في الْمَسْجِدِ ، وَتَلاَعَنَا ، وجاء أَيضاً عُوَيْمِرُ العَجْلاَنِيُّ فرمى امرأته ولاعن ، والمشهورُ : أَنَّ نازلةَ هلالٍ قبلُ ، وأَنَّها سَبَبُ الآية ، والأزواج في هذه الآية : يَعُمُّ المسلماتِ والكافرات والإماءِ ؛ فكُلُّهن يُلاعِنُهُنَّ الزوجُ ؛ للانتفاء من الحمل ، وتختصُّ الحُرَّةُ بدفع حَدِّ القذف عن نفسها ، وقرأ السبعة غيرَ نافعِ : { أَنَّ لَعْنَتَ } ، و { أَنَّ غَضَبَ } بتشديد « أَنَّ » فيهما ونَصْبِ اللعنة والغضب ، والعذاب المُدْرَأَ في قول الجمهور : هو الحَدُّ ، وجُعِلَتْ اللعنة للرجل الكاذب ؛ لأَنَّهُ مفترٍ مُبَاهِتٌ ، فَأُبْعِدَ باللعنة ، وجُعِلَ الغَضَبُ ، الذي هو أَشَدُّ على المرأة التي باشرت المعصية بالفعل ثم كذبت وباهتت ـــ بالقول ، والله أعلم ، وأجمع مالك وأصحابه على وجوب اللعان بادِّعاء الرؤية زناً لا وطئاً من الزوج بعده ، وذلك مشهور المذهب . وقال مالك : إنَّ اللعان يجب بنفي حمل يُدَّعَى قبله استبراءٌ والمُسْتَحَبُّ من ألفاظ اللعان أنْ يمشي مع ترتيب القرآن ولفظه ، فيقول الزوج : أشهد بالله لرأيتُ هذه المرأة تزني ، وإنِّي في ذلك لمن الصادقين ، ثم يقول في الخامسة : أَنَّ لعنة الله علي إنْ كنتُ من الكاذبين ، وأَمَّا في لعان نفي الحمل فيقول : ما هذا الولدُ مِنِّي ، وتقول المرأة : أشهدُ بالله ما زنيتُ ، وأَنَّهُ في ذلك لمن الكاذبين ، ثم تقول : غَضِبَ الله عَلَيَّ إنْ كان من الصادقين ، فإنْ مَنَعَ جَهْلُهُمَا من ترتيب هذه الألفاظ ، وأتيا بما في معناها أجزأ ذلك ، ومشهور المذهب : أَنَّ نفسَ تمام اللعان بينهما فُرْقَةٌ ، ولا يحتاج معها إلى تفريق حاكم ، وتحريم اللعان أَبَدِيٌّ باتفاق فيما أحفظ من مذهب مالك ، وجواب { لَوْلاَ } محذوف تقديره : لكشف الزناةَ بأيسر من هذا ، أو لأخذهم بعقابه ونحو هذا .