Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-18)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ } المعنى : قل يا محمدُ لهؤلاء الكفرة الصائرين إلى هذه الأحوال من النار : أذلك خير أم جَنَّةُ الخلد ، وهذا استفهام على جِهَةِ التوقيف والتوبيخ ؛ لأَنَّ الموقِفَ جائز له أنْ يُوقِفَ مُحَاوِرَهُ على ما شاء ؛ ليرى هل يجيبه بالصواب أو بالخطإِ . وقوله تعالى : « وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ » يعني الكفار ، { وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يريد كل شيء عُبِدَ من دون اللّه ، وقرأ ابن عامر : « فَنَقُولُ » بالنون ، قال جمهور المفسرين : والموقف المجيب كل من ظلم بأن عُبِدَ مِمَّنْ يعقل كالملائكة وعيسى وعزير وغيرهم ، وقال الضَّحَّاكُ وعِكْرِمَةُ : الموقف المجيب : الأصنام التي لا تَعْقِلُ يقدرها اللّه تعالى على هذه المقالة ، ويجيء خزيَ الكفرة لذلك أبلغ ، وقرأ الجمهور : « نَتَّخِذَ » ـــ بفتح النون ـــ ، وذهبوا بالمعنى إلى أَنَّه مِنْ قول مَنْ يَعْقِلُ ، وأَنَّ هذه الآية بمعنى التي في سورة سبإ : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ } الآية [ سبأ : 40 ] . وكقول عيسى : { مَا قُلتُ لَهُمْ إلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ } [ المائدة : 117 ] . وقولهم : { حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ } أي : ما ذكر به الناس على ألسنة الأنبياء - عليهم السلام - ، وقرأ زيد بن ثابت وجماعة : « نُتَّخَذَ » ـــ بضم النون ـــ .