Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 68-72)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا ءاخَرَ } الآية : في نحو هذه الآية قَال اْبنُ مَسْعودٍ : قَلْتُ يَوْماً : يا رَسُولَ اللّهِ ، أيُّ الذَّنْبِ أَعْظمُ ؟ قال : " أنْ تَجْعَلَ للَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ، قْلتُ : ثُمَّ أَي قال : أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ ، خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : أَنْ تَزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية والأثام في كلام العرب : العِقَابُ ، وبه فَسَّرَ ابن زيد وقتادة هذه الآية . قال * ع * : { يُضَـٰعَفْ } : بالجزم بدل من { يَلْقَ } قال سيبويه : مضاعفة العذاب هو لقي الأثام . وقوله تعالى : { إِلاَّ مَن تَابَ } بلا خلاف بين العلماء أَن الاستثناء عام في الكافر والزاني ، واختلفوا في القاتل ، وقد تقدم بيان ذلك في « سورة النساء » . وقوله سبحانه : { فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَـٰتٍ } أي : بأنْ يجعلَ أعمالهم بَدَل معاصيهم الأُولَى طاعةً ؛ قاله ابن عباس وغيره ، ويحتمل أنْ يكونَ ذلك في يوم القيامة ، يجعل بدل السيئات الحسنات ؛ تَكَرُّماً منه سبحانه وتعالى ؛ كما جاء في « صحيح مسلم » ، وهو تأويل ابن المُسَيِّبِ . * ص * : والأَوْلَى : ويحتمل أنْ يكون الاستثناءُ هنا مُنْقَطِعاً ، أي : لكن مَنْ تاب وآمن ، وعمل عملاً صالحاً فأولئك يُبَدِّلُ اللّه سيئاتهم حسنات ، انتهى . ثم أَكَّدَ سبحانه أمر التوبة ، ومدح المتاب فقال : { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } كأنه قال : فإنه يجد باباً للفرج والمغفرة عظيماً ، ثم استمرت الآيات في صفة عباد اللّه المؤمنين بأَنْ نَفَى عنهم شهادة الزور ، و { يَشْهَدُونَ } في هذا الموضع ظاهر ، معناها : يُشَاهِدُون وَيَحْضُرُون ، والزور : كل باطل زُوِّرَ ، وأعظمه الشرك ، وبه فسر الضَّحَّاكُ ، ومنه الغِنَاءُ ، وبه فَسَّرَ مجاهد ، وقال عليٌّ وغيره : معناه لا يشهدون بالزور ، فهي من الشهادة لا من المشاهدة ، والمعنى الأوَّلُ أعَمُّ . واللغو : كل سَقَطٍ من فعل أو قول ، وقال الثعلبيُّ : اللغو كل ما ينبغي أنْ يطرح ويُلْغَى ، انتهى . و { كِرَاماً } معناه : معرضين مستحيين ، يتجافون عن ذلك ، ويصبرون على الأذى فيه . قال * ع * : وإذا مَرَّ المسلم بمنكر فَكَرَمُهُ أنْ يُغَيِّرَهُ ، وحدود التغير معروفة .