Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 176-191)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ لْـئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } قرأ نافع وابن كثير وابن عامر : « أَصْحَابُ لَيْكَةَ » على وزن فَعْلَةَ هنا ، وفي ص وقرأ الباقون : « الأَيْكَةِ » وهي : الدوحة المُلْتَفَّةُ من الشجر على الإطلاق ، وقيل من شجر معروف له غضارة تألفه الحمام والقُمَارِيُّ ونحوها ، و « لَيْكَة » اسم البلد في قراءة مَنْ قرأ ذلك ؛ قاله بعض المفسرين ، وذهب قوم إلى أَنَّها مُسَهَّلَةٌ من الأيكة ، أَنَّها وقعت في المصحف هنا وفي « ص » بغير ألف . وقوله تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الشعراء : 105 ] وكذلك ما بعده بلفظ الجمع من حيث إنَّ تكذيب نَبِيٍّ واحد يستلزم تَكْذِيبَ جميعَ الأنبياء ؛ لأَنَّهم كلهم يدعون الخلق إلى الإيمان باللّه تعالى واليوم الآخر ، وفي قول الأنبياء عليهم السلام : « أَلا تتقون » عرض رفيق وَتَلَطُّفٌ ، كما قال تعالى : { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } [ النازعات : 18 ] والجِبِلَّةُ : الخليقة والقرون الماضية ، والكِسَفُ : القِطَعُ ، واحدها كِسْفَةٌ ، و { يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } : هو يوم عذابهم ، وصورته فيما رُوِيَ أَنَّ اللّه امتحنهم بحرٍّ شديد ، وأنشأ اللّه سَحَابَةً في بعض قطرهم فجاء بعضم إلى ظِلِّها فوجد لها برداً ورَوْحاً ، فتداعوا إليها حتى تكاملوا فاضطرمت عليهم ناراً ، فأحرقتهم عن آخرهم . وقيل غير هذا ، والحق أَنَّه عذاب جعله اللّه ظلة عليهم .