Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 192-199)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } يعني القرآن . وقوله : { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ } متعلق بـ { نَزَلَ } ، أي : سمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل حروفاً عربيَّةً ، وهذا هو القول الصحيح ، وما سوى هذا فمردود . وقوله سبحانه : { وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } أي : القرآن مذكور في الكتب المُنَزَّلَة القديمة ، مُنَبَّهٌ عليه ، مُشَارٌ إليه { أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَـٰؤُاْ بَنِي إِسْرَٰءِيلَ } ؛ كَعَبْدِ اللّه بْنِ سَلاَمٍ ونحوه ؛ قاله ابن عباس ومجاهد ، قال مُقَاتِلٌ : هذه الآية مدنية ، وَمَنْ قال إنَّ الآية مَكِّيَّةٌ ذهب إلى أنَّ علماء بني إسرائيل ذكروا لقريش أَنَّ في التوراة صفَةَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ، وأَنَّ هذا زمانه ، فهذا الإشارة إلى ذلك ؛ وذلك أَنَّ قريشاً بعثت إلى الأحبار يسألونهم عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أخبر تعالى أَنَّ هذا القرآن لو سمعوه من أعجمَ ، أي : من حيوان غير ناطق ، أو من جماد ، والأعجم : كل ما لا يُفْضِحُ ـــ ما كانوا يؤمنون ، والأعجمون : جمع أَعْجَم ، وهو الذي لا يُفْصِحُ ، وإنْ كان عربيّ النَّسَبِ ، وكذلك يقال للحيوانات والجمادات ، ومنه الحديث : " جُرْحُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ " والعَجَمِيُّ هو الذي نسبه في العَجَمِ ، وإن كان أفصح الناس ، وقرأ الحسن : الأَعْجَمِيِّينَ . قال أبو حاتم : أراد جمع الأعجمي المنسوب إلى العجم . وقال الثعلبيُّ : معنى الآية : ولو نزلناه على رجل ليس لعربيِّ اللسان ، فقرأه عليهم بغير لغة العرب ـــ لما آمنوا أَنَفَةً من اتباعه ، انتهى .