Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 83-106)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } : أي حكمةً ونبوَّةً ، ودعاؤه في مثل هذا هو في معنى التثبيت والدوام ، ولسان الصِّدْق : هو الثَّنَاءُ الحَسَنُ ، واستغفاره لأبيه في هذه الآية هو قبل أنْ يَتَبَيَّنَ له أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ . وقوله : { بِقَلْبٍ سَلِيم } معناه : خالص من الشرك والمعاصي وعلق الدنيا المتروكة ، وإنْ كانت مباحة ؛ كالمال والبنين ؛ قال سفيان هو الذي يَلْقَى رَبَّهُ وليس في قلبه شيء غيره . قال * ع * : وهذا يقتضي عموم اللفظة ، ولكنَّ السليم من الشرك هو الأَهَمُّ ، وقال الجُنَيْدُ : بقلب لدِيغٍ من خشية اللّه ، والسُّلِيمُ : اللديغ . * ص * : { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ } الظاهر أَنَّهُ استثناءٌ منقطع ، أي : لكن مَنْ أتَى اللّه بقلب سليم ، نفعته سلامةُ قلبه ، انتهى . { وَأُزْلِفَتِ } معناه : قَرُبَتْ ، والغاوون الذين بُرِّزَتْ لهم الجحيم هم : المشركون ، ثم أخبر سبحانه عن حال يوم القيامة من أَنَّ الأصنامُ تُكَبْكَبُ في النار ، أي : تُلْقَى كَبَّةً واحدة . وقال * ص * : { فَكُبْكِبُواْ } ، أي : قُلبَ بَعْضُهُم على بعض ، وحروفه كلها أصول عند جمهور البصريين ، وذهب الزَّجَّاج وابن عطية وغيرهما إلى أَنَّه مضاعف الباء من « كَبَّ » . وقال غيرهما : وجعل التَكْرِيرَ من اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى ، وذهب الكوفيون إلى : أَنَّ أصلَه « كَبَبَ » والكاف بدلٌ من الباء الثانية ، انتهى . والغاوون : الكفرة الذين شملتهم الغواية وجنود إبليس : نَسْلُهُ وكل مَنْ يتبعه ؛ لأَنَّهم جند له وأعوان ، ثم وصف تعالى أَنَّ أهل النار يختصمون فيها ويتلاومون قائلين لأَصنامهم : { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } : في أنْ نعبدكم ونجعلكم سواءً مع اللّه الذي هو رب العالمين ، ثم عطفوا يَرُدُّون الملامة على غيرهم ، أي : ما أضلَّنا إلاَّ كُبَراؤُنا وأهلُ الجرم والجراءة ، ثم قالوا على جِهةِ التلهف والتأسف حين رأوا شفاعة الملائكة والأنبياء والعلماء نافعةً في أهل الإيمان عموماً ، وشفاعةَ الصَّدِيقِ في صديقه خصوصا { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } , والحميم : الولي والقريب الذي يَخُصُّكَ أمرَه وتخصه أمرك ، وحامَّة الرجل خاصَّتُه ، وباقي الآية بَيِّنٌ .