Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 59-61)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَا يُشْرِكُونَ } الآياتِ ، هذا ابتداء تقريرٍ وتنبيهٍ لقريشٍ والعربِ وهو بعدُ يَعُمُّ كلَّ مُكَلَّفٍ من الناس جميعاً ، وافتتح ذَلِكَ بالقولِ بحمدِه سبحانَه ـــ وتمجيدِه وبالسلام على عباده الذين اصْطَفَاهُمْ للنبوَّة والإيمانِ ، فهذا اللفظُ عَام لجمعيهم من ولد آدم ، وكأنَّ هذا صدرُ خُطْبَةٍ للتقريرِ المذكورِ ، قالتْ فرقة : وفي الآية حذْفُ مضافٍ في موْضِعَيْن التقدير : أتوحيدُ اللّهِ خيرٌ أم عبادةٌ ما تشركونَ , فـ « ما » ، على هذا : موصولةٌ بمعنى : الذي ، وقالت فرقة : « ما » مصدريةٌ ، وحذفُ المضافِ إنما هو أولاً تَقْديرُه : أتوحيدُ اللّه خير أم شركُكُمْ . * ت * : ومِنْ كلاَم الشيخ العارفِ باللّه أَبى الحسن الشاذليِّ قَال ـــ رحمه اللّه ـــ : إن أردتَ أَن لا يصدأَ لكَ قلبٌ ؛ ولا يلحقك همٌّ ؛ ولا كربٌ ؛ ولا يبقَى عليكَ ذنبٌ ـــ فأكْثِرْ من قولك : « سبحان اللّه وبحمده ؛ سبحان اللّه العظيم ، لا إله إلا اللّه ، اللهم ثبِّتْ عِلْمَها في قلبي ، واغفر لي ذنبي ، واغفر للمؤمنينَ والمؤمناتِ ، وقل الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى » انتهى . وقوله تعالى : { أَمَّنْ خَلَقَ } وما بعدها من التقريراتِ توبيخٌ لهم وتقريرٌ على ما لا مَنْدُوحَةَ عن الإقرارِ به ، و « الحدائق » مُجْتَمع الشجرِ من الأعنابِ والنَّخِيل وغير ذلك ، قال قوم : لا يقال حديقةٌ إلا لِمَا عليه جدارٌ قد أحدق له . وقال قوم : يقال ذلك كان جدارٌ أو لم يَكُنْ ؛ لأَن البَيَاضَ مُحْدِقٌ بالأشجار ، والبهجةُ الجمالُ والنَّضَارَة . وقوله سبحانه : { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } أي : ليس ذلك في قدرتِكم ، و { يَعْدِلُونَ } يجوز أن يرادَ به : يعدِلُونَ عن طريق الحقِّ ، ويجوزُ أَنْ يُرَادَ به يَعْدِلُونَ باللّهِ غيرَه ، أي : يجعلون له عَدِيلاً ومَثِيلاً ، و { خِلاَلَها } مَعْنَاه : بَيْنها ، والرواسي : الجبال ، والبحرانِ : الماءُ العذبُ والماءُ الأجاج ؛ على ما تقدم ، والحاجز : ما جَعَلَ اللّه بيْنَهما مِنْ حَوَاجِز الأرْضِ وموانِعها على رِقَّتِها في بعض المواضع ، ولطافتِها ؛ لولا قدرة اللّه لغلب المالحُ العذَب .