Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 62-66)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ … } الآية ، وعن حبيب بن مسلمة الفهري ؛ وكان مجابَ الدعوة ، قال : سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : « لاَ يَجْتَمِعُ مَلأٌ فَيَدْعُوَ بَعْضُهُمْ وَيُؤَمِّنُ بَعْضُهُمْ إلاَّ أَجَابَهُمْ اللّهُ تعالى » ، رواه الحاكم في « المستدرك » ، انتهى من « سلاح المؤمن » ، وعن أبي هريرةَ ـــ رضي اللّه عنه ـــ قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " ادْعُوا اللّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ " رواه الترمذيُّ ؛ وهذا لفظه . قال « صاحب السلاح » : ورواه الحاكمُ في « المستدرك » وقال : مستقيمُ الإسناد ، انتهى . و { ٱلسُّوءُ } عامٌّ في كل ضرُّ يَكْشِفُه اللّهُ تعالى عن عبادِه ، قال ابن عطاء اللّه : ما طُلِبَ لَك شيءٌ مثلَ الاضْطِرَارِ ، ولا أسْرَع بالمواهِب لكَ مثلَ الذِّلةِ والافتقارِ ، انتهى . و « الظلماتُ » عام ؛ لظلمةِ الليل ؛ ولظلمةِ الجهل والضلال ، والرزقُ من السماءِ . هو بالمطر ؛ ومن الأرض بالنبات ؛ هذا هو مشهور ما يحُسُّه البشرُ ، وكم للَّهِ بَعْدُ مِنْ لُطْفٍ خَفِي . ثم أمرَ تعالى نبيَّه ـــ عليه السلام ـــ أن يُوقِفَهُمْ عَلَى أَنَّ الغَيبَ مِما انفَرَدَ اللّه بعلمِه ؛ ولذلكَ سُمِّي غَيْباً لغيبِه عن المخلوقين . رُوِيَ : أنَّ هذهِ الآيةَ مِن قوله : { قُل لاَّ يَعْلَمُ } إنما نَزَلَتْ لأَجْلِ سؤالِ الكفّارِ عن السَّاعَةِ الموعودِ بِهَا ، فجاءَ بلفظ يَعُمَّ السَّاعَةَ وغيرَها ، وأخبر عن البشر أنهم لا يشعرون إيان يبعثون . * ص * : { أَيَّانَ } اسم استفهامٍ بمعنى : متى ، وهي معمولةً لـ { يُبْعَثُونَ } ، والجملة في موضع نصب بـ { يَشْعُرُونَ } ، انتهى . وقرأ جمهور القراء : { بَلِ ٱدَّٰرَكَ } أصله : تَدَارَكَ . وقرأ عاصم في رواية أبي بكر « بل ٱدَّرَكَ » على وزن افتعل وهي بمعنى تَفَاعَلَ . وقرأ ابن كثير وأبو عمر : « بَلْ أَدْرَكَ » وهذه القراءاتُ تحتملُ مَعْنَيَيْن : أحدهما : ادَّرَكَ علمُهم ، أي : تَناهى ، كما تقول ادَّركَ النباتُ ، والمعنى : قد تَنَاهى علمهُم بالآخرة إلى أَن لا يعرفوا لها مقداراً ، فيؤمنوا وإنما لهم ظنونٌ كاذبةٌ ، أو إلى أن لا يعرفوا لها وقْتاً ، والمعنى الثاني : بل ادَّرَكَ بمعنى : يُدْرِك أي أنهم في الآخرة يُدْرِكُ علمُهم وقتَ القيَامَةِ ، ويرونَ العذابَ والحقائقَ التي كذَّبوا بها ، وأمَّا في الدنيا ؛ فلا ، وهذا هو تأويل ابن عباس ، ونحا إليه الزجاج ، فقوله { فِي ٱلأَخِرَةِ } على هذا التأويل : ظَرْفٌ ؛ وعلى التأويل الأول : { فِي } بمعنى الباء . ثم وَصَفَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بأنهم في شكٍ منها ، ثم أردف بصِفَةِ هي أبلغُ من الشَّكِ وهي العَمَى بالجُمْلَةِ عن أمر الآخرة ، و { عَمُونَ } : أصله : ( عميون ) فَعِلُونَ كَحَذِرُون .