Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 6-9)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْءَانَ } تُلَقَّى : مضاعفُ لَقِيَ يَلْقَى ، ومعناه تُعْطَى ، كما قَال : { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ } [ فصلت : 35 ] . وهذه الآيةُ ردٌّ على كُفَّارِ قُرَيْشٍ في قَوْلهم : إنَّ القُرْآن مِن تلقاءِ مُحَمَّدٍ ؛ و { مِن لَّدُنْ } معناه : مِن عِنْدِهِ ؛ وَمِنْ جِهَتِهِ . ثم قَصَّ ـــ تعالى ـــ خَبرَ موسى ؛ حين خَرَجَ بزوجِه ؛ بنت شُعيب عَليهِ السَّلاَمُ يُرِيدُ مصرَ ، وقد تقدَّم في « طه » قصصُ الآيةِ . وقوله : { سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ … } الآية ، أصلُ الشِّهَاب : الكوكبُ المنقضُّ فأثر مسترقِ السمعِ ؛ وكل ما يُقال له « شهابٌ » من المنيرات ؛ فعلى التَّشْبِيهِ ، والقبسُ : يُحْتَمَلُ أَنْ يكون اسماً ، ويُحْتملُ أن يكونَ صفةً . وقرأ الجمهورُ بإضافة « شِهَابٍ » إلى « قَبَسٍ » ، وقرأ حَمزَةُ والكِسائِيُّ وعاصمُ بتنوينِ « شِهَابٍ قَبَسٍ » : فَهَذَا على الصِّفَةِ . * ص * : وقوله : { جَاءَهَا } ضميرُ المفعولِ ، عائدٌ على النَّارِ ، وقيل على الشَّجَرَةِ ، انتهى . و { بُورِكَ } معناه : قُدِّسَ ونُمِيَ خَيْرُه ، والبركة ، مختصَّة بالخير . وقولهِ تعالى : { مَن فِي ٱلنَّارِ } قال ابنُ عباس : أرادَ النُّورَ ، وقال الحسنُ وابنُ عباس : وأراد بـ { مَنْ حَولَهَا } الملائكةٍ وموسى . قال * ع * : ويُحتمَلُ أن تكونَ { مَنْ } للملائكةِ ؛ لأن ذلكَ النورَ الذي حَسِبَه موسى ناراً ؛ لم يخْلُ من ملائكة ، { وَمَنْ حَوْلَهَا } لموسَى والمَلائِكَةِ المُطِيفينَ بهِ . وقرأ أُبَيُّ بنُ كعب « أن بُوركَتِ النَّارُ وَمَنْ حَولَها » . وقوله تعالى : { وسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٱلَمِينَ } ، هو تنزيهٌ للَّه تعالى مما عَسَاهُ أن يَخْطُرَ ببالٍ ؛ وفي معنى النِّداءِ من الشَّجَرَةِ ، أي : هو منزَّه عن جَميعِ ما تَتَوَّهَمهُ الأَوهَامُ ؛ وعنِ التَّشبيهِ والتَّكْيِيفِ ، والضميرُ في { إِنَّهُ } للأمرِ والشأنِ .