Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 10-14)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَأَلْقِ عَصَاكَ … } الآية ، أمره ـــ تعالى ـــ بهذَينِ الأمرين إلقاءِ العصا ، وأمرِ اليَدِ تَدريباً له في استعمالِهمَا ، والجان : الحياتُ ؛ لأنها تَجِنُّ أنفُسُهَا ؛ أي : تَسْتُرُهَا . وقالت فرقةٌ : الجانُّ : صِغَارُ الحَيَّاتِ . وقوله تعالى : { وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ } ، أي : ولَّى فَارّاً . قال مُجاهدٌ : ولم يرجعْ ، وقال قَتَادَةُ : ولم يَلْتَفِتْ . قال * ع * : وعَقَّبَ الرجلُ إذا ولَّى عَنْ أمر ؛ ثم صرف بدَنه أو وَجْهِه إليه . ثم ناداه سُبحانه مُؤْنِساً له : { يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ } . وقولُهُ تعالى : { إِلاَّ مَن ظَلَمَ } قال الفرَّاءُ ؛ وَجَمَاعَةٌ : الاستثْنَاءُ منقطعٌ ، وهو إخبارٌ عن غَيرِ الأنبياء ، كَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ ـــ قال : لكنْ من ظَلَمَ من النَّاسِ ثُمَّ تَابَ ؛ فَإنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وهذهِ الآيةُ تَقْتَضِي المغفرَةَ للتَّائِبِ ، والجَيْبُ الفَتْخْ في الأوبِ لرأْسِ الإنسان . وقولُهُ تعالى : { فِي تِسْعِ ءَايـَٰتٍ } مُتَّصِلٌ بقوله : { أَلقِ } ، { وأَدخِلْ يَدَكَ } وفيه اقتضَابٌ وحذفٌ ، والمعنى في جُملةِ تسعِ ، آياتٍ ، وقد تَقَدَّمَ بَيَانُها ، والضميرُ في { جَاءَتْهُم } لفِرْعَوْنَ وقومِه ، وظاهِرُ قَولِهِ تعالى : { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَا } حُصُولُ الكفْرِ عِنَاداً ؛ وهي مَسْأَلَةُ خلافٍ ؛ قد تَقَدَّمَ بيانُها و { ظُلْماً } معناهُ : على غيرِ استحقَاقٍ للجُحْدِ ، والعُلُوُّ في الأرضِ أعظمُ آفةٍ على طَالبهِ ، قال اللّه تعالى : { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً } [ القصص : 83 ] .