Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-9)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { طسۤمۤ * تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ * نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ … } الآية ، معنى { نَتْلُواْ } : نَقُصُّ وخَصَّ تعالى بقوله { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } من حيث إنهم هم المنْتَفِعُونَ بذلكَ دونَ غيرهم ، و { عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } أي : عُلُوَّ طُغْيَانٍ وتَغَلَّبَ ، و { فِي ٱلأَرْضِ } يريد أرض مصر ، والشيعُ : الفرقُ ، والطائفةُ المستضعفةُ : هم بنو إسرائيل ، { يُذَبِّحُ أَبْنِاءَهُمْ } خوفَ خرابِ مُلْكِه على ما أخبرته كَهَنَتُه ، أو لأجل رؤيا رآها ؛ قاله السدي . وطمع بجهله أن يَرُدَّ القدرَ ، وأين هذا المنزعُ من قول النبي صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ : " إنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ ، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ ، فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ " يعني : ابنَ صَيَّادٍ ؛ إذ خافَ عمرُ أَن يكونَ هو الدَّجَّالَ ، وباقي الآيةِ بيِّن ؛ وتقدَّم قصصُه . والأئمة : ولاة الأمور ؛ قاله قتادة . { وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ } يريدُ : أرضَ مصرَ والشامِ ، وقرأ حمزة : « وَيَرَى فِرْعَوْنُ » ـــ باليَاء وفتح الراء والمعنى : ويقعُ فرعونُ وقومُه فيما خافُوه وحذِرُوه من جهة بني إسرائيل ، وظهورهم ، وهامان : هو وزيرُ فرعونَ وأكبَرُ رجالِه , وهذا الوَحْي إلى أم موسى ، قيل : وَحْيُ إلهامٍ ، وقيلَ : بمَلَكٍ . وقيل : في مَنَامٍ وجملة الأمرِ أنها عَلِمَتْ أنَّ هذا الذي وقع في نفسِها هو من عند اللّه ، قال السدي وغيره : أُمِرَتْ أن تُرْضِعَهُ عَقِبَ الوِلاَدَةِ ، وَتَصْنَعَ بهِ مَا فِي الآية ؛ لأَن الخوفَ كانَ عَقِبَ كلِّ وِلاَدَة ، واليمُّ : معظم الماء ، والمرادُ : نِيلُ مِصر ، واسم أم موسى يوحانذ ورُوِيَ في قَصَصِ هذهِ الآيةِ : أن أمَّ مُوسَى لَفَّتْهُ في ثِيابهِ وَجَعَلَتْ له تابوتاً صَغِيراً ، وسَدَّتْه عليه بقُفْلٍ ، وعَلَّقَتْ مِفْتَاحَه عَلَيْه ، وأسلمَتْهُ ثقةً باللّه وانتظاراً لوعدِه سبحانه ، فلما غابَ عنها عاودَها بثُّها وأَسِفَتْ عليه ، وأَقْنَطَهَا الشيطانُ فاهْتَمَّتْ به وكَادَتْ تَفْتَضِحُ ، وجعلتِ الأُخْتُ تَقُصُّهُ ، أي : تَطْلُبُ أثَرَه وتَقَدَّم باقي القصةِ في « طه » وغيرِها ، والالتقاط : اللقاء عن غير قصد ، وآل فِرْعَوْنَ : أهله وجملتُه ، واللامُ في { لِيَكُونَ } : لام العَاقِبَة . وقال * ص * : { لِيَكُونَ } : اللامُ للتعليلِ المجازيِّ ، ولمَّا كانَ مآله إلى ذلك ، عبَّر عَنْه بلام العاقبة ، وبلام الصَّيْرَوَرَةِ ، انتهى . وقرأ حمزة ، والكسائي « وحْزُناً » - بضمِّ الحاءِ وسكونِ الزاي - ، والخاطىء : متعمدُ الخطإ ، والمخطىء الذي لا يتعمده . وقوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي : بأنه هو الذي يَفْسَدُ ملكُ فرعونَ على يده ؛ قاله قتادة وغيره .