Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 29-40)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ } قال ابن عباس : قضى أكملهمَا عَشْرَ سنينَ ؛ وأسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله : { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَـٰهَا نُودِىَ … } ، تَقَدَّمَ قصصُها ، فانظرْه في محالِّه ، قال البخاريُّ : والجَذْوَةُ قطعةٌ غلِيظةٌ مِنَ الخَشَبِ فيها لَهَبٌ ، انتهى . قال العِراقيُّ و « آنس » معناه : أبصر ، انتهى . وقوله : { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } يقتضي : أن موسى ـــ عليه السلام ـــ سَمِعَ ما سَمِعَ من جهة الشجَرةِ ، وسمع وأدرك غَيْرُ مُكَيَّفٍ ولا محَدَّدٍ . قال السهيليُّ : قيل إن هذه الشجرةَ عَوْسَجَة ، وقِيل : عُلَّيْقَة ، والعَوْسَجُ إذا عَظُمَ قِيلَ له : الغَرْقَدُ ، انتهى . { ولَمْ يُعَقِّبْ } معناه : لم يرجع على عَقِبهِ من تَوْلِيَتِه . وقوله تعالى : { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ } ذهبَ مجاهد وابن زيدٍ إلى : أنَّ ذَلكَ حقيقةٌ أَمَرَهُ بِضَمِّ عَضُدِهِ وَذِرَاعِه ؛ وهو الجَنَاحُ إلى جَنْبِه ؛ لِيَخِفَّ بذلكَ فَزَعُه ؛ ورهبُه ، ومن شأن الإنسانِ إذا فَعَلَ ذلك في أوقات فزعه ؛ أن يَقْوَىٰ قَلْبُهُ ، وذهبت فرقةٌ إلى أن ذلك على المجازِ وأنه أُمِرَ بالعَزْمِ على ما أُمِرَ به ، كما تقُولُ العربُ : اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ ؛ وارْبِطْ جَأْشَكَ ، أي : شَمِّرْ في أمْرِكَ وَدَعْ عَنْكَ الرَّهْبَ . وقوله تعالى : { فَذَٰنِكَ بُرْهَانَـٰنِ مِن رَّبِّكَ } قال مجاهد والسدي : هي إشَارة إلى العَصَا واليدِ . وقرأ الجمهور : « رِدْءاً » ـــ بالهَمْزِ ـــ . وقَرأ نافعٌ وَحْدَهُ « رِداً » ـــ بتنوين الدال دونَ هَمْزِ وذلك على التخفيف من رِدْءٍ ، والرِّدْءُ : الوَزير المعين ، وشَدُّ العَضُدِ : استعارةُ في المَعونةِ ، والسلطان : الحجةُ . وقوله : { بِـئَايَـٰتِنَا } : متعلقٌ بقوله { ٱلْغَـٰلِبُونَ } أي : تغلبون بآياتنا ؛ وهي المعجزاتُ ، ثم إن فرعون استمر في طريق مخرقته على قومِه ، وأمر هامان بأنْ يَطْبُخَ له الآجُرَّ وأن يَبْنيَ له صَرْحاً أي سَطْحاً في أعلى الهواء ، مُوْهِماً لِجَهَلَةِ قَوْمهِ أنْ يَطَّلِعَ بزَعْمِهِ في السَّمَاء ، ثم قال : { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } يعني : موسى في أنه أرسله مُرْسِلٌ و { نَبَذْنَـٰهُمْ } معناه : طرحناهم ، واليَمُّ : بحرُ القُلْزُم في قول أكثر الناس ؛ وهو الأشهرُ .