Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 44-45)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ … } الآية ، أي : ما كنتَ يا محمدُ حاضراً لِهذهِ الغُيوبِ الَّتي تُخْبِرُهمْ بِهَا ، وَلَكِنَّهَا صَارَتْ إلَيْكَ بِوَحْيِنَا ، أي : فكان الواجِبُ أن يسارعوا إلى الإيمان بك . قال السهيلي : وجانبُ الغَرْبي هُوَ جانبُ الطُّورِ الأيمنِ ، فحينَ ذَكَرَ سبحانَه نداءَه لِموسى قال : { وَنَـٰدَيْنَـٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ } [ مريم : 52 ] وحينَ نَفَى عن محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أن يكون بذلك الجانبِ قال : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } والغربيُّ : هو الأيمنُ ، وبين اللفظينِ في ذكر المَقَامَيْنِ ما لا يخفى في حُسْنِ العبارةِ وبديعِ الفَصَاحَةِ والبلاغةَ ؛ فإن محمداً عليه السلام لا يقالُ له : ما كنت بالجانب الأيمنِ ؛ فإنَّه لَمْ يَزَلْ بالجَانِبِ الأيْمَنِ مُذْ كانَ فِي ظَهْرِ آدم عليه السلامُ ، انتهى . وقوله سبحانه : { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } قال الثعلبيُّ : أي : فنسوا عهد اللّه ، انتهى . و { قَضَيْنَا } معناه : أنفذنا ، و { ٱلأَمْرَ } يعني : التَّوْرَاة . وقالت فرقة : يعني به : ما أعلمَه مِن أمْرِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم . قال * ع * : وهذا تأْوِيلٌ حَسَنٌ يَلْتَئِمُ معه ما بَعْدَه من قوله { وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً } . * ت * : قال أبو بكر بن العربيِّ : قوله تعالى : { إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } معناه : أعلمناه ، وهو أحدُ ما يَرِد تَحْتَ لفظِ القَضَاءِ مراداً ، انتهى من كتاب « تفسير الأفعالَ الواقعة في القرآن » . و « الثاوي » : المقيم .