Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 19-25)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ … } الآية ، هذه الحالةُ هي على ما يظهر مع الأحيان من إحياءِ الأرض ، والنبات ؛ وإعادته ؛ ونحو ذلك مما هو دليل على البعث من القبور ، ثم أمر تعالى نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم ، ويحتملُ أن يكون إبراهيم عليه السلام بأن يأمرهم على جهة الاحتجاج , بالسير في الأرضِ ، والنظر في أقطارها ، و { ٱلنَّشْأَةَ ٱلأَخِرَةَ } : نشأةُ القيام من القبور . وقوله تعالى : { وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاءِ … } الآية ، قال ابن زيد : لا يعجزه أهلُ الأرض في الأرض ، ولا أهلُ السَّمَاءِ في السماء ؛ إن عصوه . وقيل : معناه : ولا في السماء لو كنتم فيها . وقيل : المعنى : ليس للبشر حيلةٌ إلى صعودٍ أو نزول ؛ يفلتون بها . قال قتادة : ذَمَّ اللّه قوماً هانوا عليه ؛ فقال : { أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي … } الآية . قال * ع * : وما تَقَدَّمَ من قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ … } إلى هذه الآيةِ المستأَنفةِ ؛ يُحْتَمَلُ أَن يكونَ خطاباً لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، ويكون ٱعتراضاً في قصَّة إبراهيم عليه السلام ، ويحتمل أن يكونَ خطاباً لإبراهيم عليه السلام ؛ ومجاورة لقومه ؛ وعند آخر ذلك ذكر جواب قومه . وقوله تعالى : { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } أي بأن جعلها برداً وسلاماً . قال كعب الأحبار ـــ رضي اللّه عنه ـــ : ولم تحرقِ النارُ إلا الحبلَ الذي أوثقوه به ؛ وجعل سبحانه ذلك آية ، وعبرةً ، ودليلاً على توحيده لِمن شرح صدره ؛ ويسره للإيمان . ثم ذكر تعالى أن إبراهيم ـــ عليه السلام ـــ قررهم على أنَّ اتخاذَهم الأوثانَ ؛ إنما كان اتباعاً من بعضهم لبعضٍ ؛ وحفظاً لمودتهم الدنيوية ؛ وأنهم يوم القيامة يَجْحَدُ بعضُهم بعضاً ، ويتَلاَعَنُون ؛ لأن توادَّهم كان على غير تقوى ، { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ الزخرف : 67 ] .