Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 26-35)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَـئَامَنَ لَهُ لُوطٌ } معناه : صدق ، وآمن : يتعدى باللام والباء ، والقائل { إِنِّي مُهَاجِرٌ } هو إبراهيم عليه السلام . قاله قتادةُ والنخعيُّ ؛ وقالت فرقةٌ : هو لوط ـــ عليه السلام ـــ . وقوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَـٰبَ وَءَاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا … } الآية ، الأجرُ الذي آتاهُ اللّه في الدنيا : العافيةُ من النار ومن المَلِكِ الجائرِ . والعملُ الصالحُ ؛ أو الثناءُ الحسنُ ؛ قاله مجاهد ويدخل في عموم اللفظ غيرُ ما ذُكِرَ . قوله تعالى : { وَإِنَّهُ فِي ٱلأَخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } ، أي : في عداد الصالحين الذين نالوا رضا اللّه عز وجل ، وقول لوط عليه السلام : { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } ، قالت فرقة : كان قطعُ الطريقِ بالسلب فاشياً فيهم ، وقيل غيرُ هذا ، والنادي ، المجلس الذي يجتمع الناس فيه . واخْتُلِفَ في هذا المُنْكَرِ الذي يأتونه في ناديهم : فقالت فرقة : كانوا يحذفونَ الناسَ بالحصباءِ ؛ ويَسْتَخِفُّونَ بالغريب والخاطر عليهم ؛ وروته أم هانىءٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم : وَكَانَتْ خُلقهُمْ مُهْمَلَةً ؛ لاَ يَرْبِطُهُمْ دِينٌ ؛ وَلاَ مُرُوءَةٌ ، وقال مجاهد : كانوا يأتون الرجالَ في مَجَالِسِهِمْ ؛ وبعضُهُمْ يَرَىٰ بَعْضاً . وقال ابن عباس : كانوا يَتَضَارَطُونَ ويَتَصَافَعُونَ في مجالسهم ، وقيل غير هذا ، وقد تقدم قصص الآيةِ مكَرِّراً والرجزُ : العذابُ . وقوله تعالى : { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا } ؛ أي : من خبرها وما بقي من آثارها ، والآية : موضع العبرة ، وعلامة القدرة ، ومزدجر النفوس عن الوقوع في سُخْط اللّه تعالى .