Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 8-11)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَـٰهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا } رُوِيَ عن قتادةَ وغيره : أنها نزلت في شأن سعد بن أبي وقاص ؛ وذلك أنه هاجر ؛ فحلفت أمه أن لا تستظلَّ بظلٍّ حتى يرجع إليها ؛ ويكْفُرَ بمحمدٍ ، فلجَّ هو في هجرته ، ونزلت الآية . وقيل : بل نزلت في عياش بن أبي ربيعة ؛ وكانت قصته كهذه ثم خَدَعَهُ أبو جهل ؛ ورده إلى أمه . الحديث في كتب السيرة ، وباقي الآية بيِّن . ثم كرر تعالى التمثيلَ بحالة المؤْمنين العاملين ؛ ليحركَ النفوس إلى نيل مراتبهم . قال الثعلبي : قوله تعالى : { لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّـٰلِحِينَ } أي : في زُمْرَتهم . وقال محمد بن جرير في مدخل الصالحين : وهو الجنة . وقيل : { فِي } بمعنى : « مع » و « الصالحون » : هم الأنبياء والأولياء ، انتهى . وقوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ } إلى قوله : { ٱلْمُنَـٰفِقِينَ } ، نزلت في المتخلفين عن الهجرة ؛ المتقدِّم ذكرهم ؛ قاله ابن عباس . ثم قررهم تعالى على علمه بما في صدورهم ، أي : لو كان يقينُهم تامّاً وإسلامُهم خالصاً ؛ لما توقَّفُوا ساعة ولَرَكِبُوا كلَّ هول إلى هجرتهم ودار نبيهم . وقوله تعالى : { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ } هنا ؛ انتهى المدني من هذه السورة .