Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 181-182)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ … } الآية : نزلَتْ بسبب فِنْحَاصٍ اليَهُودِيِّ وأشباهه ؛ كَحُيَـيِّ بْنِ أَخْطَبَ وغيره ، لمَّا نزلَتْ : { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [ الحديد : 11 ] ، قالوا : يستقرضُنا ربُّنا ، إنما يَسْتَقْرِضُ الفَقِيرُ الغَنِيَّ ، وهذا مِنْ تحريف اليهودِ للتأويل علَى نحو ما صَنَعُوا في تَوْرَاتِهِمْ . وقوله تعالى : { قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ } : دالٌّ على أنَّهم جماعةٌ . وقوله تعالى : { سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ … } الآية : وعيدٌ لهم ، أي : سنُحْصِي عليهم قولَهُمْ ، ويتصلُ ذلك بفعل آبائهم مِنْ قَتْل الأنبياءِ بغَيْر حَقٍّ . وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ } ؛ أي : وبأنَّ اللَّه ليس بظَلاَّم للعبيد . قال * ص * : قيل : المراد هنا نفْيُ القليلِ والكثيرِ مِنَ الظُّلْم ؛ كقول طَرَفَةَ : [ الطويل ] . @ وَلَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاَعِ مَخَافَةً وَلَكِنْ مَتَىٰ يَسْتَرْفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ @@ ولا يريدُ : أنه قدْ يحلُّ التلاعَ قليلاً . وزاد أبو البقاءِ وجْهاً آخر ، وهو أنْ يكون على النَّسَبِ ، أي : لا ينسب سبحانه إلى ظُلْمٍ ، فيكون من باب بَزَّاز وعَطَّار . انتهى ، قلتُ : وهذا القولُ أحْسَنُ ما قيل هنا ، فمعنَىٰ وما ربُّكَ بظَلاَّم ، أي : بذي ظُلْم .