Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 188-190)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ … } الآية : ذهبتْ جماعة إلى أن الآية في المنافقين ، وقالت جماعة كبيرة : إنما نزلَتْ في أهْل الكتاب أحبارِ اليهودِ ، قال سعيدُ بن جُبَيْر : الآية في اليهود ، فَرِحُوا بما أعطَى اللَّه آل إبراهيم من النبوَّة والكتابِ ، فهم يقولونَ : نحن على طريقهم ، ويحبُّون أن يُحْمَدُوا بذلك ، وهم ليسوا علَىٰ طريقهم ، وقراءةُ سعيدِ بنِ جُبَيْر : « بما أُوتُوا » ؛ بمعنى « أُعْطُوا » ( بضم الهمزة والطاء ) ؛ وعلى قراءته يَستقيمُ المعنَى الذي قال ، والمفازةُ مَفْعَلَةٌ من فَازَ يَفُوزُ ، إذا نَجَا ، وباقي الآية بيِّن . ثم دلَّ سبحانه على مواضِع النظرِ والعبرةِ ، فقالَ : { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلَـٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } ، أي : تَعَاقُب الليل والنَّهار ؛ إذ جعلهما سبحانه خِلْفِةً ، ويدخل تحت ٱختلافهما قِصَرُ أحدِهِمَا وطولُ الآخَرِ ، وبالعكْسِ ، واختلافُهُما بالنُّور والظَّلام ، والآياتُ : العلاماتُ الدالَّة على وحدانيَّتِهِ ، وعظيمِ قُدْرته سُبْحانه . قال الفَخْر : وٱعلم أنَّ المقصود من هذا الكتَابِ الكريمِ جَذْبُ القلوبِ والأرْوَاحِ عن الإشتغالِ بالخَلْقِ والإستغراقِ في معرفة الحقِّ ، فلمَّا طال الكلامُ في تَقْرير الأحكامِ ، والجوابِ عن شُبُهَاتِ المُبْطِلِين ، عاد إلى إثارة القُلُوب بِذِكْرِ ما يدلُّ على التوحيدِ والكِبْرِيَاءِ والجَلاَل ، وذِكْرِ الأدعية ، فختم بهذه الآياتِ بنَحْو ما في « سورة البقرة » . انتهى .